معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَلَتَعۡلَمُنَّ نَبَأَهُۥ بَعۡدَ حِينِۭ} (88)

قوله تعالى : { ولتعلمن } أنتم يا كفار مكة ، { نبأه } خبر صدقه ، { بعد حين } قال ابن عباس وقتادة : بعد الموت : وقال عكرمة : يعني يوم القيامة . وقال الكلبي : من بقي علم ذلك إذا ظهر أمره وعلا ، ومن مات علمه بعد موته . قال الحسن : ابن آدم عند الموت يأتيك الخبر اليقين .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَلَتَعۡلَمُنَّ نَبَأَهُۥ بَعۡدَ حِينِۭ} (88)

{ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ } أي : خبره { بَعْدَ حِينٍ } وذلك حين يقع عليهم العذاب وتتقطع عنهم الأسباب .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَلَتَعۡلَمُنَّ نَبَأَهُۥ بَعۡدَ حِينِۭ} (88)

وقوله : ( وَلَتَعْلَمُنّ نَبأَهُ بَعدَ حِينٍ ) : يقول : ولتعلمنّ أيها المشركون بالله من قُرَيش نبأه ، يعني : نبأ هذا القرآن ، وهو خبره ، يعني حقيقة ما فيه من الوعد والوعيد بعد حين . وبمثل الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( وَلَتَعْلَمُنّ نَبأَهُ ) : قال : صدق هذا الحديث نبأ ما كذّبوا به . وقيل : نبأه حقيقة أمر محمد صلى الله عليه وسلم أنه نبيّ .

ثم اختلفوا في مدة الحِين الذي ذكره الله في هذا الموضع : ما هي ، وما نهايتها ؟ فقال بعضهم : نهايتها الموت . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( وَلَتَعْلَمُنّ نَبأَهُ بَعْدَ حِينٍ ) : أي بعد الموت وقال الحسن : يا ابن آدم عند الموت يأتيك الخبر اليقين .

وقال بعضهم : كانت نهايتها إلى يوم بدر . ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد ، قال : حدثنا أحمد ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ ، في قوله : ( وَلَتَعْلَمُنّ نَبأَهُ بَعْدَ حِينٍ ) : قال : يوم بدر .

وقال بعضهم : يوم القيامة . وقال بعضهم : نهايتها القيامة . ذكر من قال ذلك : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( وَلَتَعْلَمُنّ نَبأَهُ بَعْدَ حِينٍ ) : قال : يوم القيامة يعلمون نبأ ما كذّبوا به بعد حين من الدنيا وهو يوم القيامة . وقرأ : لِكُلّ نَبأٍ مُسْتَقَرٌ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ قال : وهذا أيضا الاَخرة يستقرّ فيها الحقّ ، ويبطُل الباطل .

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال : إن الله أعلم المشركين المكذّبين بهذا القرآن أنهم يعلمون نبأه بعد حين من غير حدّ منه لذلك الحين بحدّ ، وقد علم نبأه من أحيائهم الذين عاشوا إلى ظهور حقيقته ، ووضوح صحته في الدنيا ، ومنهم من علم حقيقة ذلك بهلاكه ببدر ، وقبل ذلك ، ولا حدّ عند العرب للحين ، لا يُجاوَز ولا يقصر عنه . فإذ كان ذلك كذلك فلا قول فيه أصحْ من أن يطلَق كما أطلقه الله من غير حصر ذلك على وقت دون وقت . وبنحو الذين قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا ابن علية ، قال : حدثنا أيوب ، قال : قال عكرمة : سُئِلْت عن رجل حلف أن لا يصنع كذا وكذا إلى حين ، فقلت : إن من الحين حينا لا يُدرك ، ومن الحين حِينٌ يُدرك ، فالحين الذي لا يُدرك قوله : وَلَتَعْلَمُنّ نَبأَهُ بَعْدَ حِينٍ ، والحين الذي يُدرك قوله : تُؤْتِي أُكُلَها كُلّ حِينٍ بإذْن رَبّها وذلك من حين تُصْرَم النخلة إلى حين تُطْلِع ، وذلك ستة أشهر .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَلَتَعۡلَمُنَّ نَبَأَهُۥ بَعۡدَ حِينِۭ} (88)

{ ولتعلمن نبأه } وهو ما فيه من الوعد والوعيد ، أو صدقه بإتيان ذلك . { بعد حين } بعد الموت أو يوم القيامة أو عند ظهور الإسلام وفيه تهديد .

ختام السورة:

عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة ( ص ) كان له بوزن كل جبل سخره الله لداود عشر حسنات ، وعصمه الله أن يصر على ذنب صغير أو كبير " .