معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَٱلۡتَقَمَهُ ٱلۡحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٞ} (142)

قوله تعالى : { فالتقمه الحوت } ابتلعه ، { وهو مليم } آت بما يلام عليه .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَٱلۡتَقَمَهُ ٱلۡحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٞ} (142)

فألقي في البحر { فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ } وقت التقامه { مُلِيمٌ } أي : فاعل ما يلام عليه ، وهو مغاضبته لربه .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَٱلۡتَقَمَهُ ٱلۡحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٞ} (142)

{ فالتقمه الحوت وَهُوَ مُلِيمٌ } أى بعد أن وقعت القرعة عليه ، ألقى بنفسه فى البحر ، { فالتقمه الحوت } أى : ابتلعه بسرعة : يقال : لَقِم فلان الطعام - كسمع - والتقمه ، إذا ابتلعه بسرعة ، وتَلَّقمه إذا ابتلعه على مهل .

وجملة { وَهُوَ مُلِيمٌ } حالية فى محل نصب ، أى : فالتقمه الحوت وهو مكتسب من الأفعال ما يلام عليه ، حيث غادر قومه بدون إذن من ربه .

يقال : رجل مليم ، إذا أتى من الأقوال أو الأفعال ما يلام عليه ، وهو اسم فاعل من ألاَم الرجل ، إذا أتى ما يلام عليه .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَٱلۡتَقَمَهُ ٱلۡحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٞ} (142)

وأمر الله تعالى حوتا من البحر الأخضر أن يشق البحار ، وأن يلتقم ، يونس عليه السلام ، فلا يَهْشِمُ له لحما ، ولا يكسر له عظما{[25109]} . فجاء ذلك الحوت وألقى يونس ، عليه السلام ، نفسه فالتقمه الحوت وذهب به فطاف به البحار كلها . ولما استقر يونس في بطن الحوت ، حسب أنه قد مات ثم حرك رأسه ورجليه وأطرافه فإذا هو حي ، فقام يصلي في بطن الحوت ، وكان من جملة دعائه : " يا رب ، اتخذتُ لك مسجدا في موضع لم يبلغه أحد من الناس " واختلفوا في مقدار ما لبث في بطن الحوت ، فقيل : ثلاثة أيام ، قاله قتادة . وقيل جُمْعَة{[25110]} قاله جعفر الصادق . وقيل : أربعين يوما ، قاله أبو مالك .

وقال مُجَالد{[25111]} ، عن الشعبي : التقمه ضحى ، وقذفه{[25112]} عشية .

والله أعلم بمقدار ذلك . وفي شعر أمية بن أبي الصلت :

وَأنْتَ بفَضلٍ منْكَ نَجَّيتَ يُونُسًا *** وَقَدْ بَاتَ فِي أضْعَاف حُوتٍ ليَالِيا{[25113]}


[25109]:- في س: فلا تهشم له لحما ولا تكسر له عظما".
[25110]:- في ت، س، أ: "سبعة".
[25111]:- في ت: "مجاهد"
[25112]:- (2) في أ: "ونقله".
[25113]:- (3) البيت في السيرة النبوية لابن هشام (1/228).
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{فَٱلۡتَقَمَهُ ٱلۡحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٞ} (142)

{ فالتقمه الحوت } فابتلعه من اللقمة . { وهو مليم } داخل في الملامة ، أو آت بما يلام عليها أو مليم نفسه ، وقرئ بالفتح مبنيا من ليم كمشيب في مشوب .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَٱلۡتَقَمَهُ ٱلۡحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٞ} (142)

و «المليم » الذي أتى ما يلام عليه ، ألام الرجل دخل في اللوم ، وبذلك فسر مجاهد وابن زيد ومنه قول الشاعر : [ الطويل ]

وكم من مليم لم يصب بملامة . . . ومتبع بالذنب ليس له ذنب

ومنه قول لبيد بن ربيعة : [ الكامل ]

سفهاً عذْلتَ ولمت غير مليم . . . وهداك قبل اليوم غير حكيم{[9890]}

ثم استنقذه الله من بطن الحوت بعد مدة واختلف الناس فيها ، فقالت فرقة بعد ساعة من النهار ، وقالت فرقة بعد سبع ساعات ، وقال مقاتل بن حيان بعد ثلاثة أيام ، وقال عطاء بن أبي رباح بعد سبعة أيام ، وقالت فرقة بعد أربعة عشر يوماً ، وقال أبو مالك والسدي بعد أربعين يوماً ، وهو قول ابن جريج أنه بلغه وجعل تعالى علة استنقاذه مع القدر السابق تسبيحه ، واختلف الناس في ذلك فقال ابن جريج هو قوله في بطن الحوت سبحان الله ، وقالت فرقة بل التسبيح وصلاة التطوع ، واختلفت هذه الفرقة ، فقال قتادة وابن عباس وأبو العالية صلاته في وقت الرخاء نفعته في وقت الشدة ، وقال هذا جماعة من العلماء ، وقال الضحاك بن قيس{[9890]} على منبره اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة إن يونس كان عبداً لله ذاكراً فلما أصابته الشدة نفعه ذلك .


[9890]:هو الضحاك بن قيس بن خالد بن وهب الفهري، أبو أنيس، الأمير المشهور، صحابي صغير، قتل في وقعة مرج راهط سنة أربع وستين، ومرج راهط هذه بنواحي دمشق.(تقريب التهذيب).