قوله : { فالتقمه الحوت وَهُوَ مُلِيمٌ } المليم الذي أتى بما يلام عليه{[47397]} . قال :
4224- وَكَمْ مِنْ مُليمٍ لَمْ يُصَبْ بمَلاَمَةٍ . . . ومُشْبَعٍ بالذَّنْبِ لَيْسَ لَهُ ذنْبُ{[47398]}
يقال : ألاَمَ فلانٌ أي فعل ما يلام عليه ، وقوله { وَهُو مُلِيمٌ } حال . وقرئ «مَلِيمٌ » بفتح الميم من لاَمَ يَلُومُ وهي شاذة جداً ، إذا كان قياسها «مَلُومٌ » ؛ لأنها من ذوات الواو كَمقُولٍ ومَصُوبٍ{[47399]} . قيل : ولكن أخذت من ليم على كذا مبنياً للمفعول ومثله في ذلك : شِيب الشيءُ فهو مَشيبٌ ودُعِيَ فهو مُدْعِيٌّ{[47400]} . والقياس مَشُوبٌ وَمدعوٌّ لأنهما من يَشوب ويَدْعُو .
روى{[47401]} ابن عباس أن يونس - عليه ( الصلاة و ) السلام - كان يسكن مع قومه فِلَسْطِينَ فَغَزَاهُمْ ملكٌ وسَبَى منهم تسعة أسباط ونصف وبقي سبطان ونصف وكان قد أوحي إلى بني إسرائيل إذا أسركم عدوّكم ( أ ){[47402]} وأصابتكم مصيبة فادعوني أستجب لكم فلما نسوا ذلك وأسروا أوحى الله تعالى بعد حين إلى نبيٍّ من أنبيائهم أنْ اذْهَبْ إلى ملك هؤلاء الأقوام وقل لهم{[47403]} يبعث إلى بني إسرائيل نبياً فاختار يُونُسَ - عليه ( الصلاة و ) السلام - لقوته وأمانته ، قال يونس : الله أمرك بهذا ؟ قال : لا ولكن أمرت أن أبْعَثُ قوياً أميناً وأنت كذلك فقال يونس : وفي بني إسرائيل من هو أقوى مني فلم لا تبعثه ؟ فألح الملك عليه فغضب يونُس منه وخرج حتى أتى بَحْر الروم فوجد سفينةً مشحونةً فحملوه فيها ، فلما أشرف{[47404]} على لُجَّّة البحر أشرفوا على الغرق . فقال الملاحون إن فيكم عاصياً وإلاّ لم يحصل في السفينة ما نراه{[47405]} . وقال التجار قد جربنا مثل هذا فإذا رأيناه نقترع فمن خرج عليه{[47406]} نغرقه فلأن يغرق واحد خيرٌ من غَرَقِ الكل فخرج من بينهم{[47407]} يونس فقال يا هؤلاء : أنا العاصي وتلفّف في كساء ورمى بنفسه فالتقمه الحُوتُ{[47408]} وأوحى الله إلى الحوت : لا تكسر منه عظماً ولا تقطَعْ له وصلاً ثم إن السمكة خرجت من نيل{[47409]} مصر ثم إلى بحر فارس ثم إلى ( بَحْرٍ ){[47410]} البطائح ، ثم دجلة فصعدت به ورمته في أرض نَصِيبِينَ بالعَرَاء ، وهو كالفَرْخ المَنتُوفِ لا شَعْرٌ ولا لَحْمٌ فأنبت الله عليه شجرةً من يَقْطين فكان يستظل بها ويأكل من ثمرها حتى اشتد . ثم إنَّ الأَرَضَ ( ةَ ){[47411]} أكلتها فحَزِنَ يونُس لِذَلِكَ حُزْناً فقال يا رب كنت أستظل تحت هذه الشجرة من الشمس والرِّيح وأَمُصُّ من ثمرها وقد سقطت فقيل ( له ){[47412]} : يا يونس تحزن ( على شجرة ){[47413]} أَنْبَتَت في ساعة واقْتُلِعَتْ في ساعة ولا تحزن على مائة ألفٍ أو يزيدون تركتهم فانطلقُ إليهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.