النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَٱلۡتَقَمَهُ ٱلۡحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٞ} (142)

قوله عز وجل : { فالتقمه الحوت وهُو مليم } قال ابن عباس : أوحى الله تعالى إلى سمكة يقال لها اللخم من البحر الأخضر أن شقي البحار حتى تأخذي يونس ، وليس يونس لك رزقاً ، ولكن جعلت بطنك له سجناً ، فلا تخدشي له جلداً ولا تكسري له عظماً ، فالتقمه الحوت حين ألقي .

وفي قوله : { وهو مليم } ثلاثة تأويلات :

أحدها : أي مسيء مذنب ، قاله ابن عباس .

الثاني : يلوم نفسه على ما صنع ، وهو معنى قول قتادة .

الثالث : يلام على ما صنع ؛ قاله الكلبي .

والفرق بين الملوم والمليم أن المليم إذا أتى بما يلام عليه ، والملوم إذا ليم عليه .