فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَٱلۡتَقَمَهُ ٱلۡحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٞ} (142)

{ فالتقمه الحوت وَهُوَ مُلِيمٌ } يقال : لقمت اللقمة ، والتقمتها : إذا ابتلعتها ، أي : فابتلعه الحوت ، ومعنى { وَهُوَ مُلِيمٌ } وهو مستحق للوم ، يقال رجل مليم : إذا أتى بما يلام عليه ، وأما الملوم ، فهو : الذي يلام سواء أتى بما يستحق أن يلام عليه أم لا ، وقيل : المليم : المعيب ، يقال : ألام الرجل : إذا عمل شيئاً صار به معيباً . ومعنى هذه المساهمة : أن يونس لما ركب السفينة احتبست . فقال الملاحون : هاهنا عبد أبق من سيده ، وهذا رسم السفينة إذا كان فيها آبق لا تجري فاقترعوا ، فوقعت القرعة على يونس ، فقال : أنا الآبق ، وزج نفسه في الماء .

قال سعيد بن جبير : لما استهموا جاء حوت إلى السفينة فاغراً فاه ينتظر أمر ربه حتى إذا ألقى نفسه في الماء أخذه الحوت .

/خ148