معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أَفَمِنۡ هَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ تَعۡجَبُونَ} (59)

قوله تعالى : { أفمن هذا الحديث } يعني القرآن .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{أَفَمِنۡ هَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ تَعۡجَبُونَ} (59)

ثم توعد المنكرين لرسالة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، المكذبين لما جاء به من القرآن الكريم ، فقال : { أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ } ؟ أي : أفمن هذا الحديث الذي هو خير الكلام وأفضله وأشرفه تتعجبون منه ، وتجعلونه من الأمور المخالفة للعادة الخارقة للأمور [ والحقائق ] المعروفة ؟ هذا من جهلهم وضلالهم وعنادهم ، وإلا فهو الحديث الذي إذا حدث صدق ، وإذا قال قولا فهو القول الفصل الذي ليس بالهزل ، وهو القرآن{[916]}  العظيم ، الذي لو أنزل على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ، الذي يزيد ذوي الأحلام رأيا وعقلا ، وتسديدا وثباتا ، وإيمانا ويقينا والذي{[917]}  ينبغي العجب من عقل من تعجب منه ، وسفهه وضلاله .


[916]:- في ب: القرآن.
[917]:- في ب: بل الذي.
 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{أَفَمِنۡ هَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ تَعۡجَبُونَ} (59)

والاستفهام فى قوله - تعالى - : { أَفَمِنْ هذا الحديث تَعْجَبُونَ } للإنكار والتوبيخ .

أى : أفمن هذا القرآن وما اشتمل عليه من هدايات وتشريعات . . . تتعجبون ، وتنكرون كونه من عند الله - تعالى - .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَفَمِنۡ هَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ تَعۡجَبُونَ} (59)

( أفمن هذا الحديث تعجبون ? وتضحكون ولا تبكون ? وأنتم سامدون . . . ) . .

وهذا الحديث جد عظيم يلقي على كاهل الناس واجبات ضخمة وفي الوقت ذاته يقودهم إلى المنهج الكامل . فمم يعجبون ?

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{أَفَمِنۡ هَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ تَعۡجَبُونَ} (59)

ثم قال تعالى منكرا على المشركين في استماعهم القرآن وإعراضهم عنه وتلهيهم : { تَعْجَبُونَ{[27720]} } من أن يكون صحيحا ،


[27720]:- (1) في م: "يعجبون".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{أَفَمِنۡ هَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ تَعۡجَبُونَ} (59)

القول في تأويل قوله تعالى : { أَفَمِنْ هََذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ * وَأَنتُمْ سَامِدُونَ * فَاسْجُدُواْ لِلّهِ وَاعْبُدُواْ } .

يقول تعالى ذكره لمشركي قريش : أفمن هذا القرآن أيها الناس تعجبون ، أنْ نَزَلَ على محمد صلى الله عليه وسلم ، وتضحكون منه استهزاءً به ، ولا تبكون مما فيه من الوعيد لأهل معاصي الله ، وأنتم من أهل معاصيه وأنْتُمْ سامِدُونَ يقول : وأنتم لاهون عما فيه من العِبَر والذكر ، معرضون عن آياته يقال للرجل : دع عنا سُمودَك ، يراد به : دع عنا لهوك ، يقال منه : سَمَد فلان يَسْمُد سُمُودا . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل وإن اختلفت ألفاظهم بالعبارة عنه ، فقال بعضهم : غافلون . وقال بعضهم : مغنون . وقال بعضهم : مُبَرْطِمون . ذكر من قال ذلك :

حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس ، قوله : سامِدُونَ قال : هو الغناء ، كانوا إذا سمعوا القرآن تَغَنّوا ولعبوا ، وهي لغة أهل اليمن ، قال اليماني : اسْمُد .

حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : سامِدونَ يقول : لاهون .

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : وأنْتُمْ سامِدُونَ يقول : لاهون .

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : حدثنا سفيان ، عن أبيه ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس ، قال : هي يمانية اسمد تَغَنّ لنا .

حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا الأشجعي ، عن سفيان ، عن أبيه ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس ، قال : هو الغناء ، وهي يمانية ، يقولون : اسمد لنا : تَغَنّ لنا .

قال : ثنا عبيد الله الأشجعي ، عن سفيان ، عن حكيم بن الديلم ، عن الضحاك ، عن ابن عباس وأنْتُمْ سامِدُونَ قال : كانوا يمرّون على النبيّ صلى الله عليه وسلم شامخين ، ألم تروا إلى الفحل في الإبل عَطِنا شامخا .

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا ابن أبي عديّ ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن ، في قوله : وأنْتُمْ سامِدُونَ قال : غافلون .

حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا ابن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد وأنْتُمْ سامِدُونَ قال : كانوا يمرّون على النبيّ صلى الله عليه وسلم غِضابا مُبَرْطِمين . وقال عكرِمة : هو الغناء بالحِمْيرية .

قال : ثنا الأشجعيّ ووكيع ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : هي البَرْطَمة .

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : وأنْتُمْ سامِدُونَ قال : البرطمة .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : وأنْتُمْ سامِدُونَ قال : البرطمة .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس ، قال : السامدون : المغَنّون بالحميرية .

حدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : كان عكرِمة يقول : السامدون يغنون بالحميرية ، ليس فيه ابن عباس .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : سامِدُونَ : أي غافلون .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : سامِدُونَ قال : غافلون .

حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ ، يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : وأنْتُمْ سامِدُونَ السّمود : اللهو واللعب .

حدثنا حميد بن مسعدة ، قال : حدثنا يزيد بن زريع ، قال : حدثنا سفيان بن سعيد ، عن فطر ، عن أبي خالد الوالبيّ ، عن عليّ رضي الله عنه قال : رآهم قياما ينتظرون الإمام ، فقال : مالكم سامدون .

حدثني ابن سنان القزاز ، قال : حدثنا أبو عاصم ، عن عمران بن زائدة بن نشيط ، عن أبيه ، عن أبي خالد قال : خرج علينا عليّ رضي الله عنه ونحن قيام ، فقال : مالي أراكم سامدين .

قال : ثنا أبو عاصم ، قال : أخبرنا سفيان ، عن فطر ، عن زائدة ، عن أبي خالد ، بمثله .

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا ابن أبي عديّ ، عن سعيد ، عن أبي معشر ، عن إبراهيم ، في قوله : وأنْتُمْ سامِدُونَ قال : قيام القوم قبل أن يجيء الإمام .

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ، عن منصور ، عن عمران الخياط ، عن إبراهيم في القوم ينتظرون الصلاة قياما قال : كان يقال : ذاك السّمود .

حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا مهران ، عن أبي جعفر ، عن ليث والعزرميّ ، عن مجاهد وأنْتُمْ سامِدونَ قال : البَرْطَمة .

وأنْتُمْ سامِدُونَ قال : الغناء باليمانية : اسْمُد لنا .

حدثنا يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : وأنْتُمْ سامِدونَ حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن أبيه ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس قال : السامد : الغافل .

حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا جرير ، عن منصور ، عن إبراهيم ، قال : كانوا يكرهون أن يقوموا إذا أقام المؤذّن للصلاة وليس عندهم الإمام ، وكانوا يكرهون أن ينتظروه قياما ، وكان يقال : ذاك السّمود ، أو من السّمود .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{أَفَمِنۡ هَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ تَعۡجَبُونَ} (59)

وقوله : { أفمن } توقيف وتوبيخ . وفي حرف أبيّ وابن مسعود : «تعجبون » «تضحكون » بغير واو العطف .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{أَفَمِنۡ هَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ تَعۡجَبُونَ} (59)

تفريع على { هذا نذير من النذر الأولى } [ النجم : 56 ] وما عطف عليه وبُينّ به من بيان أو صفة ، فرع عليه استفهام إنكار وتوبيخ .

والحديث : الكلام والخبر .

والإِشارة إلى ما ذكر من الإِنذار بأخبار الذين كذبوا الرسل ، فالمراد بالحديث بعض القرآن بما في قوله : { أفبهذا الحديث أنتم مدهنون } [ الواقعة : 81 ] .

ومعنى العجب هنا الاستبعاد والإِحالة كقوله : { أتعجبين من أمر الله } [ هود : 73 ] ، أو كناية عن الإنكار .