الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{أَفَمِنۡ هَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ تَعۡجَبُونَ} (59)

وقوله سبحانه : { أَفَمِنْ هذا الحديث تَعْجَبُونَ } الآية : روى سعد بن أَبي وَقَّاص أنَّ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال : " إِنَّ هذا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ بِخَوْفٍ ، فَإذَا قَرَأْتُمُوهُ فَابْكُوا ، فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوا " ذكره الثعلبيُّ ، وأخرج الترمذي والنسائيُّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّه قَالَ : " لاَ يَلِجُ النَّارَ مَنْ بكى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ، حتى يَعُودَ اللَّبَنُ في الضَّرْعِ ، وَلاَ يَجْتَمِعُ غُبَارٌ في سَبِيلِ اللَّهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ في مَنْخِرٍ أبَدًا " قال النسائيُّ : ويروى : «في جَوْفٍ أبَدًا وَلاَ يَجْتَمِعُ الشُّحُّ وَالإيمَانُ في قَلْبٍ أَبَدًا » قال الترمذي : وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " عَيْنَانِ لاَ تَمَسُّهُمَا النَّارُ : عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ في سَبِيلِ اللَّهِ " انتهى من «مصابيح البَغَوِيِّ » .

قال أبو عمر بن عبد البر : رُوِيَ عنِ النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّه قال : " إيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الضَّحِكِ ؛ فَإنَّهُ يُمِيتُ الْقَلْبَ ، وَيَذْهَبُ بِنُورِ الْوَجْهِ " انتهى من «بهجة المجالس » ، وروى الترمذي عن أبي هريرة قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : " مَنْ يَأْخُذُ عَنِّي هؤلاء الكَلِمَاتِ ؛ فَيَعْمَلَ بِهِنَّ ، أَوْ يُعَلِّمَ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ ؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَقُلْتُ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَأَخَذَ بِيَدِي ، فَعَدَّ خَمْسَاً ، وَقَالَ : اتَّقِ الْمَحَارِمَ ، تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ ، وارض بِمَا قَسَّمَ اللَّهُ لَكَ ، تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ ، وَأَحْسِنْ إلى جَارِكَ ، تَكُنْ مُؤْمِناً ، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ ، تَكُنْ مُسْلِماً ، وَلاَ تُكْثِرِ الضَّحِكَ ؛ فَإنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ يُمِيتُ الْقَلْبَ " انتهى .