ثم ذكرهم - سبحانه - بما جرى للكافرين السابقين فقال : { وَلَقَدْ كَذَّبَ الذين مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نكِيرِ } . .
أي : ووالله لقد كذب الذين من قبل كفار مكة من الأمم السابقة ، كقوم نوح وعاد وثمود . . فكان إنكاري عليهم ، وعقابي لهم ، شديدا ومبيرا ، ومدمرا لهم تدميرا تاما .
فالنكير بمعنى الإِنكار ، والاستفهام في قوله : { فَكَيْفَ كَانَ نكِيرِ } للتهويل .
أي : إن إنكاري عليهم كفرهم كان إنكارا عظيما ، لأنه ترتب عليه أن أخذتهم أخذ عزيز مقتدر .
كما قال - تعالى - : { فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ الصيحة وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأرض وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ الله لِيَظْلِمَهُمْ ولكن كانوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }
ويضرب لهم الأمثلة من واقع البشرية ، ومن وقائع الغابرين المكذبين : ( ولقد كذب الذين من قبلهم ، فكيف كان نكير ? ) . .
والنكير الإنكار وما يتبعه من الآثار ، ولقد أنكر الله ممن كذبوا قبلهم أن يكذبوا . وهو يسألهم : ( فكيف كان نكير ? )وهم يعلمون كيف كان ، فقد كانت آثار الدمار والخراب تصف لهم كيف كان هذا النكير ! وكيف كان ما أعقبه من تدمير !
والأمان الذي ينكره الله على الناس ، هو الأمان الذي يوحي بالغفلة عن الله وقدرته وقدره ، وليس هو الاطمئنان إلى الله ورعايته ورحمته . فهذا غير ذاك . فالمؤمن يطمئن إلى ربه ، ويرجو رحمته وفضله . ولكن هذا لا يقوده إلى الغفلة والنسيان والانغمار في غمرة الأرض ومتاعها ، إنما يدعوه إلى التطلع الدائم ، والحياء من الله ، والحذر من غضبه ، والتوقي من المخبوء في قدره ، مع الإخبات والاطمئنان .
قال الإمام أحمد - بإسناده - عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت : " ما رأيت رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] مستجمعا ضاحكا حتى أرى منه لهواته . إنما كان يبتسم . وقالت : كان رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] إذا رأى غيما أو ريحا عرف ذلك في وجهه . قالت : يا رسول الله إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر ، وأراك إذا رأيته عرفت في وجهك الكراهية . فقال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب ? قد عذب قوم بالريح . وقد رأى قوم العذاب وقالوا ، هذا عارض ممطرنا "
فهذا هو الإحساس اليقظ الدائم بالله وقدره ، وبما قصه القرآن من هذا في سيره . وهو لا ينافي الاطمئنان إلى رحمة الله وتوقع فضله .
ثم هو إرجاع جميع الأسباب الظاهرة إلى السبب الأول . ورد الأمر بحاله وكليته إلى من بيده الملك وهو على كل شيء قدير . فالخسف والحاصب ، والبراكين والزلازل ، والعواصف ، وسائر القوى الكونية والظواهر الطبيعية ليس في أيدي البشر من أمرها شيء . إنما أمرها إلى الله . وكل ما يذكره البشر عنها فروض يحاولون بها تفسير حدوثها ، ولكنهم لا يتدخلون في أحداثها ، ولا يحمون أنفسهم منها . وكل ما ينشئونه على ظهر الأرض تذهب به رجفة من رجفاتها ، أو إعصار من أعاصيرها ، كما لو كان لعبا من الورق ! فأولى لهم أن يتوجهوا في أمرها إلى خالق هذا الكون ، ومنشئ نواميسه التي تحكم هذه الظواهر ، ومودعه القوى التي يتجلى جانب منها في هذه الأحداث . وأن يتطلعوا إلى السماء - حيث هي رمز للعلو - فيتذكروا الله الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير .
إن الإنسان قوي بالقدر الذي وهبه الله من القوة . عالم بالقدر الذي أعطاه الله من العلم . ولكن هذا الكون الهائل زمامه في يد خالقه ، ونواميسه من صنعه ، وقواه من إمداده . وهذه القوى تسير وفق نواميسه في حدود قدره . وما يصيب الإنسان منها مقدور مرسوم ، وما يعلمه الإنسان منها مقدور معلوم . والوقائع التي تحدث تقف هذا الإنسان بين الحين والحين أمام قوى الكون الهائلة مكتوف اليدين حسيرا ، ليس له إلا أن يتذكر خالق هذه القوى ومروضها ؛ وإلا أن يتطلع إلى عونه ليواجهها ، ويسخر ما هو مقدور له أن يسخره منها .
وحين ينسى هذه الحقيقة ، ويغتر وينخدع بما يقسم الله له من العلم ومن القدرة على تسخير بعض قوى الكون ، فإنه يصبح مخلوقا مسيخا مقطوعا عن العلم الحقيقي الذي يرفع الروح إلى مصدرها الرفيع ؛ ويخلد إلى الأرض في عزلة عن روح الوجود ! بينما العالم المؤمن يركع في مهرجان الوجود الجميل ، ويتصل ببارئ الوجود الجليل . وهو متاع لا يعرفه إلا من ذاق حلاوته حين يكتبها الله له !
على أن قوى الكون الهائلة تلجئ الإنسان إلجاء إلى موقف العجز والتسليم سواء رزق هذه الحلاوة أم حرمها . فهو يكشف ما يكشف ، ويبدع ما يبدع ، ويبلغ من القوة ما يبلغ . ثم يواجه قوى الكون في انكسار الحسير الصغير الهزيل . وقد يستطيع أن يتقي العاصفة أحيانا ولكن العاصفة تمضي في طريقها لا يملك وقفها . ولا يملك أن يقف في طريقها ، وقصارى ما يبلغ إليه جهده وعلمه أن يحتمي من العاصفة وينزوي عنها ! . . أحيانا . . وأحيانا تقتله وتسحقه من وراء جدرانه وبنيانه . وفي البحر تتناوحه الأمواج والأعاصير فإذا أكبر سفائنه كلعبة الصبي في مهب الرياح . أما الزلزال والبركان فهما هما من أول الزمان إلى آخر الزمان ! فليس إلا العمى هو الذي يهيئ لبعض المناكيد أن " الإنسان يقوم وحده " في هذا الوجود ، أو أنه سيد هذا الوجود !
إن الإنسان مستخلف في هذه الأرض بإذن الله . موهوب من القوة والقدرة والعلم ما يشاء الله . والله كالئه وحاميه . والله رازقه و معطيه . ولو تخلت عنه يد الله لحظة لسحقته أقل القوى المسخرة له ، ولأكله الذباب وما هو أصغر من الذباب ولكنه بإذن الله ورعايته مكلوء . ومحفوظ . وكريم . فليعرف من أين يستمد هذا التكريم ، وذلك الفضل العظيم .
القول في تأويل قوله تعالى : { وَلَقَدْ كَذّبَ الّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نكِيرِ * أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنّ إِلاّ الرّحْمََنُ إِنّهُ بِكُلّ شَيْءٍ بَصِيرٌ } .
يقول تعالى ذكره : ولقد كذّب الذين من قبل هؤلاء المشركين من قريش من الأمم الخالية رسلهم . فَكَيْفَ كانَ نَكيرِ ، يقول : فكيف كان نكيري تكذيبهم إياهم ، أو لَمْ يَرَوْا إلى الطّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافّاتٍ ، يقول : أو لم ير هؤلاء المشركون إلى الطير فوقهم صافات أجنحتهنّ ويَقْبِضْنَ ، يقول : ويقبضن أجنحتهنّ أحيانا . وإنما عُنِي بذلك أنها تَصُفّ أجنحتها أحيانا ، وتقبض أحيانا . وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : صَافّاتٍ قال : الطير يصفّ جناحه كما رأيت ، ثم يقبضه .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحرث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : صَافّاتٍ ويَقْبِضْنَ : بسطهنّ أجنحتهنّ وقبضهنّ .
وقوله : ما يُمْسِكُهُنّ إلاّ الرّحْمَنُ ، يقول : ما يمسك الطير الصافات فوقكم إلا الرحمن . يقول : فلهم بذلك مذكر إن ذكروا ، ومعتبر إن اعتبروا ، يعلمون به أن ربهم واحد لا شريك له ، إنّهُ بِكُلّ شَيْء بَصِيرٌ . يقول : إن الله بكل شيء ذو بصر وخبرة ، لا يدخل تدبيره خلل ، ولا يرى في خلقه تفاوت .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{ولقد كذب الذين من قبلهم} يعني قبل كفار مكة من الأمم الخالية رسلهم فعذبناهم.
{فكيف كان نكير} يعني تغييري وإنكاري، ألم يجدوا العذاب حقا؟ يخوف كفار مكة...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يقول تعالى ذكره: ولقد كذّب الذين من قبل هؤلاء المشركين من قريش من الأمم الخالية رسلهم.
"فَكَيْفَ كانَ نَكيرِ"، يقول: فكيف كان نكيري تكذيبهم إياهم.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
{ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير} يذكرهم حال من تقدمهم من المكذبين وما حل بهم، ليرتدعوا عن التكذيب، فلا يحل بهم ما حل بأولئك.
ثم قوله تعالى: {فكيف كان نكير} أي كيف كان إنكاري عليهم؟ أليس وجدوه شديدا وحقا؟
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
ثم قال مقسما (ولقد كذب الذين من قبلهم) أي جحد من قبل هؤلاء الكفار من الأمم وحدانيتي واشركوا بي غيري في العبادة وكذبوا رسلي (فأهلكتهم) واستأصلتهم (فكيف كان نكير) أي ألم أهلكهم بضروب النقمات والمثلات...
واعلم أنه تعالى لما خوف الكفار بهذه التخويفات، أكد ذلك التخويف بالمثال والبرهان أما المثال فهو أن الكفار الذين كانوا قبلهم شاهدوا أمثال هذه العقوبات بسبب كفرهم فقال: {ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير} يعني عادا وثمود وكفار الأمم، وفيه وجهان:
(أحدهما): قال الواحدي: {فكيف كان نكير} أي إنكاري وتغييري، أليس وجدوا العذاب حقا.
(والثاني): قال أبو مسلم: النكير عقاب المنكر، ثم قال: وإنما سقط الياء من نذيري، ومن نكيري حتى تكون مشابهة لرؤوس الآي المتقدمة عليها، والمتأخرة عنها. وأما البرهان فهو أنه تعالى ذكر ما يدل على كمال قدرته، ومتى ثبت ذلك ثبت كونه تعالى قادرا على إيصال جميع أنواع العذاب إليهم؛ وذلك البرهان من وجوه: البرهان الأول: هو قوله تعالى: {أو لم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن}...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
ويضرب لهم الأمثلة من واقع البشرية، ومن وقائع الغابرين المكذبين: (ولقد كذب الذين من قبلهم، فكيف كان نكير؟).. والنكير الإنكار وما يتبعه من الآثار، ولقد أنكر الله ممن كذبوا قبلهم أن يكذبوا. وهو يسألهم: (فكيف كان نكير؟) وهم يعلمون كيف كان، فقد كانت آثار الدمار والخراب تصف لهم كيف كان هذا النكير! وكيف كان ما أعقبه من تدمير! والأمان الذي ينكره الله على الناس، هو الأمان الذي يوحي بالغفلة عن الله وقدرته وقدره، وليس هو الاطمئنان إلى الله ورعايته ورحمته. فهذا غير ذاك. فالمؤمن يطمئن إلى ربه، ويرجو رحمته وفضله. ولكن هذا لا يقوده إلى الغفلة والنسيان والانغمار في غمرة الأرض ومتاعها، إنما يدعوه إلى التطلع الدائم، والحياء من الله، والحذر من غضبه، والتوقي من المخبوء في قدره، مع الإخبات والاطمئنان. قال الإمام أحمد -بإسناده- عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: " ما رأيت رسول الله [صلى الله عليه وسلم] مستجمعا ضاحكا حتى أرى منه لهواته. إنما كان يبتسم. وقالت: كان رسول الله [صلى الله عليه وسلم] إذا رأى غيما أو ريحا عرف ذلك في وجهه. قالت: يا رسول الله إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر، وأراك إذا رأيته عرفت في وجهك الكراهية. فقال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: " يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب؟ قد عذب قوم بالريح. وقد رأى قوم العذاب وقالوا: هذا عارض ممطرنا". فهذا هو الإحساس اليقظ الدائم بالله وقدره، وبما قصه القرآن من هذا في سيره. وهو لا ينافي الاطمئنان إلى رحمة الله وتوقع فضله.
ثم هو إرجاع جميع الأسباب الظاهرة إلى السبب الأول. ورد الأمر بحاله وكليته إلى من بيده الملك وهو على كل شيء قدير. فالخسف والحاصب، والبراكين والزلازل، والعواصف، وسائر القوى الكونية والظواهر الطبيعية ليس في أيدي البشر من أمرها شيء. إنما أمرها إلى الله. وكل ما يذكره البشر عنها فروض يحاولون بها تفسير حدوثها، ولكنهم لا يتدخلون في أحداثها، ولا يحمون أنفسهم منها. وكل ما ينشئونه على ظهر الأرض تذهب به رجفة من رجفاتها، أو إعصار من أعاصيرها، كما لو كان لعبا من الورق! فأولى لهم أن يتوجهوا في أمرها إلى خالق هذا الكون، ومنشئ نواميسه التي تحكم هذه الظواهر، ومودعه القوى التي يتجلى جانب منها في هذه الأحداث. وأن يتطلعوا إلى السماء- حيث هي رمز للعلو -فيتذكروا الله الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير. إن الإنسان قوي بالقدر الذي وهبه الله من القوة. عالم بالقدر الذي أعطاه الله من العلم. ولكن هذا الكون الهائل زمامه في يد خالقه، ونواميسه من صنعه، وقواه من إمداده. وهذه القوى تسير وفق نواميسه في حدود قدره. وما يصيب الإنسان منها مقدور مرسوم، وما يعلمه الإنسان منها مقدور معلوم. والوقائع التي تحدث تقف هذا الإنسان بين الحين والحين أمام قوى الكون الهائلة مكتوف اليدين حسيرا، ليس له إلا أن يتذكر خالق هذه القوى ومروضها؛ وإلا أن يتطلع إلى عونه ليواجهها، ويسخر ما هو مقدور له أن يسخره منها. وحين ينسى هذه الحقيقة، ويغتر وينخدع بما يقسم الله له من العلم ومن القدرة على تسخير بعض قوى الكون، فإنه يصبح مخلوقا مسيخا مقطوعا عن العلم الحقيقي الذي يرفع الروح إلى مصدرها الرفيع؛ ويخلد إلى الأرض في عزلة عن روح الوجود! بينما العالم المؤمن يركع في مهرجان الوجود الجميل، ويتصل ببارئ الوجود الجليل. وهو متاع لا يعرفه إلا من ذاق حلاوته حين يكتبها الله له! على أن قوى الكون الهائلة تلجئ الإنسان إلجاء إلى موقف العجز والتسليم سواء رزق هذه الحلاوة أم حرمها. فهو يكشف ما يكشف، ويبدع ما يبدع، ويبلغ من القوة ما يبلغ. ثم يواجه قوى الكون في انكسار الحسير الصغير الهزيل. وقد يستطيع أن يتقي العاصفة أحيانا ولكن العاصفة تمضي في طريقها لا يملك وقفها. ولا يملك أن يقف في طريقها، وقصارى ما يبلغ إليه جهده وعلمه أن يحتمي من العاصفة وينزوي عنها!.. أحيانا.. وأحيانا تقتله وتسحقه من وراء جدرانه وبنيانه. وفي البحر تتناوحه الأمواج والأعاصير فإذا أكبر سفائنه كلعبة الصبي في مهب الرياح. أما الزلزال والبركان فهما هما من أول الزمان إلى آخر الزمان! فليس إلا العمى هو الذي يهيئ لبعض المناكيد أن " الإنسان يقوم وحده " في هذا الوجود، أو أنه سيد هذا الوجود! إن الإنسان مستخلف في هذه الأرض بإذن الله. موهوب من القوة والقدرة والعلم ما يشاء الله. والله كالئه وحاميه. والله رازقه و معطيه. ولو تخلت عنه يد الله لحظة لسحقته أقل القوى المسخرة له، ولأكله الذباب وما هو أصغر من الذباب ولكنه بإذن الله ورعايته مكلوء. ومحفوظ. وكريم. فليعرف من أين يستمد هذا التكريم، وذلك الفضل العظيم...