ولما كان من المعلوم أن المأمور بإبلاغهم {[66979]}وإنذارهم{[66980]} هذا الإنذار{[66981]} صلى الله عليه وسلم{[66982]} في غاية{[66983]} الرحمة لهم والشفقة عليهم{[66984]} فهو بحيث يشق عليه غاية المشقة ما أفهمه هذا الكلام من إهلاكهم أن يصدقوا ، و{[66985]}يحب التأني بهم ، لفت سبحانه الخطاب إليه عاطفاً على ما تقديره : فلقد طال إمهالنا لهم وحلمنا عنهم ، وتعريفنا لهم بعظيم قدرتنا وهم لا يرجعون ، وكثر وعظنا لهم وتصريفنا القول بينهم {[66986]}على ألسنة رسلنا عليهم الصلاة والسلام{[66987]} وهم يتمادون ولا ينتهون ، قوله مصوراً لهم{[66988]} ما توعدهم به في أمر محسوس ، لأن الأمور المشاهدات أروع للإنسان ، لما له من التقيد بالوهم ، مؤكداً للإشارة إلى أن التكذيب مع إقامة البراهين أمر يجب إنكاره ، فلا يكاد يصدق : { ولقد كذب } {[66989]}وطغى وبغى وأعرض وتجبر وتمرد وولى بوجهه{[66990]} {[66991]}وقلبه{[66992]} { الذين } .
ولما كان هذا{[66993]} التكذيب لم يعم الماضين بعض فقال : { من قبلهم } يعني كفار الأمم الماضية .
ولما كان سبحانه قد{[66994]} أملى لهم ثم أخذهم بعد طول الحلم أخذاً بقيت أخباره ، ولم تندرس إلى الآن على تمادي الزمان آثاره ، فكان بحيث يسأل عنه لعظم أحواله ، وشدة زلازله وفظاعة أهواله ، سبب عن ذلك قوله منبهاً على استحضار ذلك العذاب ولو بالسؤال عنه : { فكيف كان نكير * } أي إنكاري عليهم بما أصبتهم به من العذاب ، في تمكن كونه وهول أمره ، فقد جمع إلى التسلية غاية التهديد{[66995]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.