نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَلَقَدۡ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَكَيۡفَ كَانَ نَكِيرِ} (18)

ولما كان من المعلوم أن المأمور بإبلاغهم {[66979]}وإنذارهم{[66980]} هذا الإنذار{[66981]} صلى الله عليه وسلم{[66982]} في غاية{[66983]} الرحمة لهم والشفقة عليهم{[66984]} فهو بحيث يشق عليه غاية المشقة ما أفهمه هذا الكلام من إهلاكهم أن يصدقوا ، و{[66985]}يحب التأني بهم ، لفت سبحانه الخطاب إليه عاطفاً على ما تقديره : فلقد طال إمهالنا لهم وحلمنا عنهم ، وتعريفنا لهم بعظيم قدرتنا وهم لا يرجعون ، وكثر وعظنا لهم وتصريفنا القول بينهم {[66986]}على ألسنة رسلنا عليهم الصلاة والسلام{[66987]} وهم يتمادون ولا ينتهون ، قوله مصوراً لهم{[66988]} ما توعدهم به في أمر محسوس ، لأن الأمور المشاهدات أروع للإنسان ، لما له من التقيد بالوهم ، مؤكداً للإشارة إلى أن التكذيب مع إقامة البراهين أمر يجب إنكاره ، فلا يكاد يصدق : { ولقد كذب } {[66989]}وطغى وبغى وأعرض وتجبر وتمرد وولى بوجهه{[66990]} {[66991]}وقلبه{[66992]} { الذين } .

ولما كان هذا{[66993]} التكذيب لم يعم الماضين بعض فقال : { من قبلهم } يعني كفار الأمم الماضية .

ولما كان سبحانه قد{[66994]} أملى لهم ثم أخذهم بعد طول الحلم أخذاً بقيت أخباره ، ولم تندرس إلى الآن على تمادي الزمان آثاره ، فكان بحيث يسأل عنه لعظم أحواله ، وشدة زلازله وفظاعة أهواله ، سبب عن ذلك قوله منبهاً على استحضار ذلك العذاب ولو بالسؤال عنه : { فكيف كان نكير * } أي إنكاري عليهم بما أصبتهم به من العذاب ، في تمكن كونه وهول أمره ، فقد جمع إلى التسلية غاية التهديد{[66995]} .


[66979]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[66980]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[66981]:- زيد في الأصل: هو الرسول، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[66982]:- زيد في الأصل: كان، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[66983]:- زيد في الأصل: الشفقة و، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[66984]:- زيد من ظ وم.
[66985]:- زيد من م.
[66986]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[66987]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[66988]:- زيد من ظ وم.
[66989]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[66990]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[66991]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[66992]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[66993]:- سقط من ظ وم.
[66994]:- من ظ وم، وفي الأصل: قدم.
[66995]:- زيد في الأصل: انتهى، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.