إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَلَقَدۡ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَكَيۡفَ كَانَ نَكِيرِ} (18)

{ وَلَقَدْ كَذَّبَ الذين مِن قَبْلِهِم } أي من قبلِ كفارِ مكةَ من كفارِ الأممِ السَّالفةِ ، كقومِ نوحٍ وعادٍ وأضرابِهِم . والالتفاتُ إلى الغيبةِ لإبرازِ الإعراضِ عنهُم { فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } أي إنكارِي عليهِم بإنزالِ العذابِ ، أي كانَ على غايةِ الهولِ والفظاعةِ ، وهذا هو موردُ التأكيدِ القسَمِي ، لا تكذيبُهُم فقطْ ، وفيهِ من المبالغةِ في تسليةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، وتشديدِ التهديدِ لقومِهِ ما لا يَخْفَى .