معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أَوۡ إِطۡعَٰمٞ فِي يَوۡمٖ ذِي مَسۡغَبَةٖ} (14)

{ فك رقبة * أو إطعام } قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، والكسائي : { فك } بفتح الكاف ، { رقبةً } نصب ، { أو أطعم } بفتح الهمزة والميم على الماضي . وقرأ الآخرون { فك } برفع الكاف ، { رقبة } جراً ، { أو إطعام } على المصدر . وأراد بفك الرقبة وإطلاقها ، ومن أعتق رقبة كانت الرقبة فداء من النار .

أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان ، حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني ، حدثنا حميد بن زنجويه ، حدثنا عبد الله بن صالح ، حدثني الليث بن سعد ، حدثني ابن الهاد ، عن عمر ابن علي بن حسين ، عن سعيد بن حارثة قال : سمعته يحدث عن أبي هريرة قال : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منه عضواً من النار ، حتى يعتق فرجه بفرجه " .

أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أنبأنا أبو منصور السمعاني ، أنبأنا أبو جعفر الرياني ، حدثنا حميد بن زنجويه ، حدثنا محمد بن كثير العبدي ، حدثنا عيسى بن عبد الرحمن السلمي ، عن طلحة بن مصرف اليامي ، عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب قال : " جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله علمني عملاً يدخلني الجنة ، قال : لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة ، أعتق النسمة وفك الرقبة ، قال : أوليسا واحداً ؟ قال : لا ، عتق النسمة : أن تنفرد بعتقها ، وفك الرقبة تعين في ثمنها ، والمنحة الوكوف ، والفيء على ذي الرحم الظالم ، فإن لم تطق ذلك فأطعم الجائع واسق الظمآن ، وأمر بالمعروف وانه عن المنكر ، فإن لم تطق ذلك فكف لسانك إلا من خير " . وقال عكرمة قوله : { فك رقبة } يعني فك رقبة من الذنوب بالتوبة { أو إطعام في يوم ذي مسغبة } مجاعة ، يقال : سغب يسغب سغباً إذا جاع .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{أَوۡ إِطۡعَٰمٞ فِي يَوۡمٖ ذِي مَسۡغَبَةٖ} (14)

وقوله : «أوْ أطْعَمَ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ » يقول : أو أطَعَمَ في يوم ذي مجاعة ، والساغب : الجائع .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس «أوْ أطْعَمَ فِي يَوْم ذِي مَسْغَبَةٍ » : يوم مجاعة .

حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : ثني خالد بن حيان الرقي أبو يزيد ، عن جعفر بن برقان ، عن عكرِمة في قول الله : «أوْ أطْعَمَ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ » قال : ذي مجاعة .

حدثني محمد بن عمر ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحرث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ قال : الجوع .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : «أوْ أطْعَمَ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ » يقول : يوم يُشْتَهَى فيه الطعام .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن عثمان الثقفيّ ، عن مجاهد ، عن ابن عباس فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ قال : مجاعة .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن عثمان بن المُغيرة ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، مثله .

حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : حدثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ قال : مجاعة .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{أَوۡ إِطۡعَٰمٞ فِي يَوۡمٖ ذِي مَسۡغَبَةٖ} (14)

والمسغبة : الجوع وهي مصدر على وزن المَفْعَلَة مثل المَحْمَدة والمَرْحَمَة مِن سَغِبَ كفَرِح سَغَباً إذا جاع .

والمراد ب { يوم ذي مسغبة } زمانٌ لا النهار المعروف .

وإضافة { ذي } إلى { مسغبة } تفيد اختصاص ذلك اليوم بالمسغبة ، أي يوم مجاعة ، وذلك زمن البَرد وزمنُ القَحط .

ووجه تخصيص اليوم ذي المسغبة بالإِطعام فيه أن الناس في زمن المجاعة يشتد شحهم بالمال خشية امتدادِ زمن المجاعة والاحتياج إلى الأقوات . فالإِطعام في ذلك الزمن أفضل ، وهو العقبة ودون العقبة مصاعد متفاوتة .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{أَوۡ إِطۡعَٰمٞ فِي يَوۡمٖ ذِي مَسۡغَبَةٖ} (14)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

يعني مجاعة...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول : أو أطَعَمَ في يوم ذي مجاعة ، والساغب : الجائع .

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

والمسغبة ، والمقربة ، والمتربة : مفعلات من سغب : إذا جاع . وقرب في النسب ، يقال : فلان ذو قرابتي . وذو مقربتي . وترب : إذا افتقر ، ومعناه . التصق بالتراب .

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{ أو إطعام } أي أوقع الإطعام لشيء له قابلية ذلك { في يوم ذي مسغبة } أي جوع عام في مكان جوع وزمان جوع - بما أفهمه الوصف والصيغة ، فكان لذلك يحمل على الضنة بالموجود خوفاً من مثل ما فيه المطعم فخالف النفس وآثر عليها اعتماداً على الله...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

ويوم المجاعة الذي يعز فيه الطعام هو محك لحقيقة الإيمان . ...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

ووجه تخصيص اليوم ذي المسغبة بالإِطعام فيه أن الناس في زمن المجاعة يشتد شحهم بالمال خشية امتدادِ زمن المجاعة والاحتياج إلى الأقوات . فالإِطعام في ذلك الزمن أفضل ، وهو العقبة ودون العقبة مصاعد متفاوتة .

أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن للشنقيطي 1393 هـ :

وهذا القيد لحال الإطعام دليل على قوة الإيمان بالجزاء وتقديم ما عند الله على ما في قوله تعالى : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً } ، على ما تقدم من أن الضمير في حبه أنه للطعام ، وهذا غالب في حالات الشدة والمسغبة ، وقوله : { وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ } ، فهي أعلى منازل الفضيلة في الإطعام . ...

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

وهي المجاعة التي يفقد فيها الناس الطعام أو يندر وجوده لديهم ، فينتشر الجياع في المجتمع ، ويسقطون صرعى الجوع ، لا سيّما من الذين لا أب لهم ليسعى في جلب القوت إليهم ، ولا عائل لهم ليساعدهم على إشباع بطونهم ، فهؤلاء هم الفئة التي يمثل إطعامهم العقبة التي يريد الله من الناس اقتحامها . ...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

أي وقت المجاعة ، والجياع موجودون في المجتمع عادة ، والآية إنّما تؤكّد على إطعامهم في زمان المجاعة لأهمية الموضوع ، وإلاّ فإنّ إطعام الجياع هو دائماً من أفضل الأعمال . ...