معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ} (56)

قوله تعالى : { ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا } ، يعني : يتولى القيام بطاعة الله ، ونصرة رسوله والمؤمنين ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : يريد المهاجرين والأنصار .

قوله تعالى : { فإن حزب الله } ، يعني : أنصار دين الله .

قوله تعالى : { هم الغالبون } .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ} (56)

القول في تأويل قوله تعالى :

{ وَمَن يَتَوَلّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالّذِينَ آمَنُواْ فَإِنّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ } . .

وهذا إعلام من الله تعالى ذكره عباده جميعا ، الذين تبرّءوا من اليهود وحلفهم رضا بولاية الله ورسوله والمؤمنين ، والذين تمسكوا بحلفهم ، وخافوا دوائر السوء تدور عليهم ، فسارعوا إلى موالاتهم ، بأن من وثق بالله وتولى الله ورسوله والمؤمنين ومن كان على مثل حاله من أولياء الله من المؤمنين ، لهم الغلبة والدوائر والدولة على من عاداهم وحادّهم ، لأنهم حزب الله ، وحزب الله هم الغالبون دون حزب الشيطان . كما :

حدثنا محمد بن الحسين ، قال : حدثنا أحمد بن مفضل ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ ، قال : أخبرهم يعني الربّ تعالى ذكره من الغالب ، فقال : لا تخافوا الدولة ولا الدائرة ، فقال : وَمَنْ يَتَوَلّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالّذِينَ آمَنُوا فإنّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الغالِبُونَ والحزب : هم الأنصار .

ويعني بقوله : فإنّ حِزْبَ اللّهِ : فإن أنصار الله ، ومنه قول الراجز :

( وكَيْفَ أضْوَى وَبِلالٌ حِزْبِي )

يعني بقوله أضْوَى : أُستضعف وأضام ، من الشيء الضاوي . ويعني بقوله : وبلال حزبي ، يعني ناصري .