التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{مَا لَكُمۡ لَا تَنطِقُونَ} (92)

وقوله : { مَا لَكُمْ لاَ تَنطِقُونَ } زيادة فى السخرية بتلك الأصنام ، وفى إظهار الغيظ منها ، والضيق بها ، والغضب عليها .

هذا الغضب الذى كان من آثاره ما بينه القرآن فى قوله : { فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً باليمين }

   
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{مَا لَكُمۡ لَا تَنطِقُونَ} (92)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

ما لكم لا تكلمون؟ ما لكم لا تردون جوابا...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 91]

وقوله:"فَرَاغَ إلى آلِهَتِهمْ" يقول تعالى ذكره: فمال إلى آلهتهم بعد ما خرجوا عنه وأدبروا، وأرى أن أصل ذلك من قولهم: راغ فلان عن فلان: إذا حاد عنه، فيكون معناه إذا كان كذلك: فراغ عن قومه والخروج معهم إلى آلهتهم... أما أهل التأويل فإنهم فسّروه بمعنى فمَال... عن قتادة "فَرَاغَ إلى آلِهَتِهِم": أي فمال إلى آلهتهم.

وقوله: "فَقالَ ألاَ تأكُلُونَ ما لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ "هذا خبر من الله عن قيل إبراهيم للآلهة، وفي الكلام محذوف استغني بدلالة الكلام عليه من ذكره، وهو: فقرّب إليها الطعام فلم يرها تأكل، فقال لها: "ألا تَأْكُلُونَ" فلما لم يرها تأكل قال لها: مالكم لا تأكلون، فلم يرها تنطق، فقال لها: "ما لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ" مستهزئا بها، وكذلك ذكر أنه فعل بها، وقد ذكرنا الخبر بذلك فيما مضى قبلُ.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

استهزاء بها وبانحطاطها عن حال عبدتها.

مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي 710 هـ :

الجمع بالواو والنون لما أنه خاطبها خطاب من يعقل.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

زاد في إظهار الحق والاستهزاء بانحطاطها عن رتبة عابديها فقال: {ما} أي أيّ شيء حصل {لكم} في أنكم {لا تنطقون}.

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

فكيف يليق أن تعبد، وهي أنقص من الحيوانات، التي تأكل أو تكلم؟ فهذه جماد لا تأكل ولا تكلم.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

استطرد في تهكمه وعليه طابع الغيظ والسخرية: (ما لكم لا تنطقون؟).. وهي حالة نفسية معهودة، أن يوجه الإنسان كلامه إلى ما يعلم حقيقته، ويستيقن أنه لا يسمع ولا ينطق! إنما هو الضيق بما وراء الآلهة المزعومة من القوم وتصورهم السخيف!

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

مخاطبة إبراهيم تلك الأصنام بقوله: {ألا تأكلونُ ما لكم لا تَنطقونَ} وهو في حال خلوة بها وعلى غير مسمع من عَبَدَتِها؛ قصد به أن يثير في نفسه غضباً عليها إذ زعموا لها الإلهية ليزداد قوة عزم على كسرها، فليس خطاب إبراهيم للأصنام مستعملاً في حقيقته ولكنه مستعمل في لازمه؛ وهو تذكرُّ كذب الذين ألَّهوها والذين سَدَنوا لها وزعموا أنها تأكل الطعام الذي يضعونه بين يديها ويزعمون أنها تكلمهم وتخبرهم.