معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{قَالَ إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ ضَيۡفِي فَلَا تَفۡضَحُونِ} (68)

قوله تعالى : { قال } ، لوط لقومه ، { إن هؤلاء ضيفي } ، وحق على الرجل إكرام ضيفه ، { فلا تفضحون } ، فيهم .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{قَالَ إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ ضَيۡفِي فَلَا تَفۡضَحُونِ} (68)

ويقف لوط - عليه السلام - أمام شذوذ قومه مغيظا مكروبًا ، يحاول أن يدفع عن ضيفه شرورهم ، كما يحاول أن يحرك فيهم ذرة من الآدمية فيقول لهم : { إِنَّ هَؤُلآءِ ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ } .

وتفضحون : من الفضح والفضيحة . يقال فضح فلان فلانا فضحا وفضيحة ، إذا أظهر من أمره ما يلزمه العار بسببه .

أى : قال لوط - عليه السلام - لمن جاءوا يهرعون إليه من قومه لارتكاب الفاحشة مع ضيوفه : يا قوم إن هؤلاء الموجودين عندى ضيوفى الذين يلزمنى حمايتهم ، فابتعدوا عن دارى وعودوا إلى دياركم ، ولا تفضحون عندهم بتعرضكم لهم بالفاحشة فأهون في نظرهم ، لعجزى عن حمايتهم ، وأنتم تعلمون أن كرامة الضيف جزء من كرامة مضيفه . . .

وعبر لوط - عليه السلام - عن الملائكة بالضيف لأنه لم يكن قد علم أنهم ملائكة ولأنهم قد جاءوا إليه في هيئة الآدميين .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{قَالَ إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ ضَيۡفِي فَلَا تَفۡضَحُونِ} (68)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قال لوط لقومه: إن هؤلاء الذين جئتموهم تريدون منهم الفاحشة ضيفي، وحقّ على الرجل إكرام ضيفه، فلا تفضحون أيها القوم في ضيفي، وأكرموني في ترككم التعرّض لهم بالمكروه.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

يحتمل هذا وجهين:

يحتمل {فلا تفضحون} في ضيفي فإنهم إنما نزلوا بنا على أمن منا {فلا تفضحون} عندهم، وهو ما قال في آية أخرى {ولا تخزون في ضيفي} (هود: 78).

ويحتمل: {فلا تفضحون} في الخلق، يقولوا: إن في أهل بيت لوط يفعل بالأضياف كذا، وإنما عرف أهل بيتي عند الخلق بالصلاح، وإلا {فلا تفضحون} في الخلق...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

... والفضيحة: ظهور السيئة التي يلزم العار بها عند من عملها...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{فلا تَفْضَحُونِ} بفضيحة ضيفي، لأنّ من أسيء إلى ضيفه أو جاره فقد أسيئ إليه، كما أن من أُكرم من يتصل به فقد أُكرم..

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

والفضيحة هي هتك المساتير التي يستحيي منها الإنسان، فالإنسان قد يفعل أشياء يستحي أن يعملها عنه غيره. والحق سبحانه وتعالى حين يطلب منا أن نتخلق بخلقه؛ جعل من كل صفات الجمال والجلال نصيباً يعطيه لخلقه. ولكن هناك بعضاً من صفاته يذكرها ولا يأتي بمقابل لها؛ فهو قد قال مثلاً "الضار "ومقابلها "النافع" وقال "الباسط" ومقابلها "القابض" وقال "المعز" ومقابلها "المذل". ومن أسمائه" الستار "ولم يأت بالمقابل وهو" الفاضح"؛ لماذا لم يأت بهذا المقابل؟ لأنه سبحانه شاء أن يحمي الكون؛ لكي يستمتع كل فرد بحسنات المسيء، لأنك لو علمت سيئاته قد تبصق عليه؛ لذلك شاء الحق سبحانه أن يستر المسيء، ويظهر حسناته فقط.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

أي.. إِن كنتم لا تؤمنون باللّه ولا تصدقون بالنّبي ولا تعتقدون بثواب وعقاب، فراعوا حق الضيافة التي هي من السنن المتعارف عليها عند كل المجتمعات سواء كانت مؤمنة أم كافرة، أيِّ بشر أنتم؟ لا تفهمون أبسط المسائل الإنسانية، فإِنْ لم يكن لكم دين فكونوا أحراراً في دنياكم!