وقوله تعالى : { كلا سوف تعلمون } زجر ووعيد ، ثم كرر تأكيداً ، ويأخذ كل إنسان من الرجز والوعيد المكررين على قدر حظه من التوغل فيما يكره ، هذا تأويل جمهور الناس . وقال علي بن أبي طالب : «كلا ستعلمون في القبور ، ثم كلا ستعلمون في البعث » . وقال الضحاك : الزجر الأول وعيده هو للكفار ، والثاني للمؤمنين . وقرأ مالك بن دينار : «كلا ستعلمون » فيهما .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
وهو وعيد : إذا دخلتم قبوركم . ...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
{ كَلاّ سوْفَ تَعْلَمُونَ } مرّتين ؛ لأن العرب إذا أرادت التغليظ في التخويف والتهديد ، كرّروا الكلمة مرّتين...
تفسير القرآن للسمعاني 489 هـ :
تهديد بعد تهديد ، ووعيد بعد وعيد ، والمعنى : ستعلمون عاقبة تفاخركم وتكاثركم إذا نزل بكم الموت . ...
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
والتكرير : تأكيد للردع والإنذار عليهم . و ( ثم ) دلالة على أن الإنذار الثاني أبلغ من الأوّل وأشد ، كما تقول للمنصوح : أقول لك ثم أقول لك : لا تفعل ، والمعنى : سوف تعلمون الخطأ فيما أنتم عليه إذا عاينتم ما قدّامكم من هول لقاء الله ، وإنّ هذا التنبيه نصيحة لكم ، ورحمة عليكم . ...
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 671 هـ :
وقيل :{ كلا سوف تعلمون } عند المعاينة ، أن ما دعوتكم إليه حق . { ثم كلا سوف تعلمون } : عند البعث أن ما وعدتكم به صدق .
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{ ثم كلا } أي ارتدعوا ارتداعاً أكبر من ذلك ؛ لأنه { سوف تعلمون } ، أي يأتيكم العلم من غير شك ، وإن تأخر زمنه يسيراً بالبعث . ...
تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :
{ ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ } ويتكرر الرفض للموقف الذي وقفوه ، ويتأكد الوعد المستقبلي بانكشاف الحقائق التي تحدد لهم وضوح الرؤية للأمور ...
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
{ ثمّ كلاّ سوف تعلمون } . جمع من المفسّرين ذهبوا إلى أنّ الآيتين تكرار لموضوع واحد ، وتأكيد عليه . وكلتاهما تشيران إلى العذاب الذي ينتظر هؤلاء المتكاثرين المتفاخرين . وبعضهم قال : إنّ الأولى إشارة إلى عذاب القبر والبرزخ ، والثّانية إلى عذاب القيامة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.