السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ثُمَّ كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (4)

وعن عليّ كرم الله وجهه ورضي الله عنه { كلا سوف تعلمون } في الدنيا ، { ثم كلا سوف تعلمون } في الآخرة ، فعلى هذا يكون غير مكرّر لحصول التغاير بينهما ؛ لأجل تغاير المتعلقين ، وثم على بابها من المهلة . وعن ابن عباس { كلا سوف تعلمون } ما ينزل بكم من العذاب في القبور { ثم كلا سوف تعلمون } في الآخرة إذا حل بكم العذاب فالتكرار للحالتين . وروى زر بن حبيش عن علي : كنا نشك في عذاب القبر ، حتى نزلت هذه السورة ، فأشار على أنّ قوله تعالى : { كلا سوف تعلمون } في القبور . وقيل : { كلا سوف تعلمون } إذا نزل بكم الموت ، وجاءتكم رسل ربكم بنزع أرواحكم ، { ثم كلا سوف تعلمون } في القيامة أنكم معذبون ، وعلى هذا تضمنت أحوال القيامة ، من بعث وحشر وعرض وسؤال إلى غير ذلك من أهوال القيامة ، وقال الضحاك : { كلا سوف تعلمون } يعني الكفار{ ثم كلا سوف تعلمون } أيها المؤمنون ، فالأوّل وعيد ، والثاني وعد .