الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{ثُمَّ كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (4)

قوله : { ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ } : جعله الشيخُ جمالُ الدينُ بنُ مالك من التوكيدِ اللفظي مع توسُّط حرفِ العطفِ . وقال الزمخشري : " والتكريرُ تأكيدٌ للرَّدْعِ والردِّ عليهم ، و " ثم " دالَّةٌ على أنَّ الإِنذارَ الثاني أبلغُ من الأولِ وأشدُّ ، كما تقولُ للمنصوح : أقولُ لك ثم أقولُ لك لا تفعَلْ " انتهى . ونُقِل عن عليّ كرَّمَ اللَّهُ وجهَه : " كلاَّ سوف تعلمون في الدنيا ، ثم كلاّ سوف تعلمون في الآخرة " ، فعلى هذا يكونُ غيرَ مكرَّرٍ لحصولِ التغايُرِ بينهما لأجل تغايُرِ المتعلِّقَيْنِ . و " ثُمَّ " على بابها من المُهْلة . وحُذِفَ متعلَّقُ العِلْمِ في الأفعالِ الثلاثةِ ؛ لأنَّ الغَرَضَ الفِعْلُ لا متعلَّقُه . وقال الزمخشري : " والمعنى : لو تعلمون الخطأَ فيما أنتم عليه إذا عانَيْتُمْ ما تَنْقَلبون إليه " فقَدَّر له مفعولاً واحداً ، كأنه جَعَله بمعنى عَرَفَ .