قوله تعالى : { ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ } جعله ابن مالك من التوكيد مع توسّط حرف العطف ]{[60778]} .
وقال الزمخشريُّ : والتكرير تأكيد للردع ، والرد عليهم ، و «ثُمَّ » دالة على أن الإنذار الثاني أبلغ من الأول ، وأشد ، كما تقول للمنصوح : أقول لك ثم أقول لك : «لا تَفْعَلْ » انتهى .
ونقل عن علي - رضي الله عنه - : { كَلاَّ سَوْفَ تعلمُون } في الدنيا { ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلمُونَ } في الآخرة ، فعلى هذا يكون غير مكرر لحصول التَّغاير بينهما ؛ لأجل تغاير المتعلقين{[60779]} ، و«ثُمَّ » على بابها من المهلة ، وحذف متعلق العلم في الأفعال الثلاثة ؛ لأن الغرض الفعل لا متعلقه .
وقال الزمخشريُّ{[60780]} : والمعنى : سوف تعلمون الخطأ فيما أنتم عليه إذا عاينتم ما قدامكم من هول لقاء الله ، انتهى . فقدر له مفعولاً واحداً ، كأنه جعله بمعنى «عَرَفَ » .
قال ابن عباس : { كَلاَّ سَوفَ تَعْلمُونَ } ما ينزل بكم من العذاب في القبور { ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلمُونَ } في الآخرة إذا حل بكم العذاب ، فالتَّكرار للحالين{[60781]} .
وروى زر بن حبيش عن عليّ - رضي الله عنه - قال : كنا نشك في عذاب القبر ، حتى نزلت هذه السورة{[60782]} ، فأشار إلى أن قوله : { كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ } يعني في القبور .
[ وقيل : { كلا سوف تعلمون } إذا نزل بكم الموت ، وجاءتكم رسل ربكم تنزع أرواحكم ، { ثم كلا سوف تعلمون } في القيامة أنكم معذبون ، وعلى هذا تضمنت أحوال القيامة من بعث ، وحشر ، وعرض ، وسؤال ، إلى غير ذلك من أهوال يوم القيامة ]{[60783]} .
وقال الضحاكُ : { كَلاَّ سَوفَ تَعْلَمُونَ } أيها المؤمنون{[60784]} ، وكذلك كان يقرؤها ، الأولى بالتاء ، والثانية بالياء ، فالأول وعيد ، والثاني وعد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.