معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَإِذۡ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰٓ أَنِ ٱئۡتِ ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (10)

قوله عز وجل { وإذ نادى ربك موسى } واذكر يا محمد إذ نادى ربك موسى حين رأى الشجرة والنار ، { أن ائت القوم الظالمين } يعني : الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والمعصية ، وظلموا بني إسرائيل باستعبادهم وسومهم سوء العذاب .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَإِذۡ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰٓ أَنِ ٱئۡتِ ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (10)

ثم حكى - سبحانه - جانبا من قصة موسى - عليه السلام - بأسلوب يتناسب مع ما اشتملت عليه السورة الكريمة من إنذار وتخويف ، وبطريقة أحاطت بجوانب هذه القصة منذ أن ذهب موسى - عليه السلام - لفرعون وقومه إلى أن انتهت بهلاكهم وإغراقهم .

لقد بدأ - سبحانه - هذه القصة بقوله - تعالى - : { وَإِذْ نادى . . . } .

موسى - عليه السلام - هو ابن عمران ، وينتهى نسبه إلى يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم - عليهم السلام - ويرجح المؤرخون أن ولادته كانت فى القرن الثالث عشر قبل ميلاد عيسى - عليه السلام - وأن بعثته كانت فى عهد منفتاح بن رمسيس الثانى .

وقد وردت قصة موسى مع فرعون وقومه ، ومع إسرائيل فى كثير من سور القرآن الكريم تارة بصورة فيها شىء من التفصيل ، وتارة بصورة فيها شىء من الاختصار والتركيز ، تبعا لمقتضى الحال الذى وردت من أجله .

وقد وردت هنا وفى سورة الأعراف وفى سورة طه . وفى سورة القصص بأسلوب فيه بسطة وتفصيل .

لقد افتتحت هنا بقوله - تعالى - : { وَإِذْ نادى رَبُّكَ موسى أَنِ ائت القوم الظالمين } .

وهذا النداء كان بالوادى المقدس طوى ، كما جاء فى سورة طه وفى سورة النازعات .

أى : واذكر - أيها الرسول الكريم - وقت أن نادى ربك نبيه موسى قائلا له : اذهب إلى القوم الظالمين لتبلغهم رسالتى ، وتأمرهم بإخلاص العبادة لى .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَإِذۡ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰٓ أَنِ ٱئۡتِ ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (10)

10

( وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين . قوم فرعون . ألا يتقون ? قال : رب إني أخاف أن يكذبون . ويضيق صدري ولا ينطلق لساني ، فأرسل إلى هارون . ولهم علي ، ذنب فأخاف أن يقتلون . قال : كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون . فأتيا فرعون فقولا : إنا رسول رب العالمين . أن أرسل معنا بني إسرائيل ) . .

الخطاب لرسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] بهذا القصص ، بعدما قال له في مطلع السورة : لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين . إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين ، وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين . فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزؤون . . ثم أخذ يقص عليه أنباء المكذبين المعرضين المستهزئين ، وما حاق بهم من العذاب الأليم .

( وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين . قوم فرعون . ألا يتقون ? ) . .

وهذا هو المشهد الأول : مشهد التكليف بالرسالة لموسى - عليه السلام - وهو يبدأ بإعلان صفة القوم : ( القوم الظالمين )فقد ظلموا أنفسهم بالكفر والضلال ، وظلموا بني إسرائيل بما كانوا يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم ويعذبونهم بالسخرة والنكال . . لذلك يقدم صفتهم

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَإِذۡ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰٓ أَنِ ٱئۡتِ ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (10)

التقدير واذكر { إذ نادى ربك موسى } وسوق هذه القصة تمثيل لكفار قريش لتكذيبهم محمداً صلى الله عليه وسلم ، وقوله { أن ائت } يجوز في { أن } أن تكون مفسرة لا موضع لها من الإعراب بمنزلة أي ، ويجوز أن تكون غيرها وهي في موضع نصب{[8910]} بتقدير بأن ائت .


[8910]:على أنها مصدرية، كما قال أبو حيان في البحر.