اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَإِذۡ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰٓ أَنِ ٱئۡتِ ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (10)

قوله تعالى : { وَإِذْ نادى رَبُّكَ موسى } الآية . العامل في «إذْ نَادَى » مضمر ، فقدره الزجاج : اتْلُ{[36888]} . وقدره غيره{[36889]} : اذكر . واختلف{[36890]} في النداء الذي سمعه موسى - عليه السلام{[36891]} - من الله تعالى ، فقيل{[36892]} : هو الكلام القديم ، فكما أن ذاته تعالى لا تشبه سائر الذوات مع أن{[36893]} الدليل دل على أنها معلومة ومرتبة ، فكذا كلامه منزه عن مشابهة الحرف والصوت مع أنه مسموع{[36894]} وقيل{[36895]} : كان نداء من جنس الحروف والأصوات{[36896]} .

وقالت المعتزلة : كان ذلك النداء حروفاً وأصواتاً علم به موسى من قبل الله تعالى فصار معجزاً ، علم به موسى أن الله تعالى مخاطب له فلم يحتج مع ذلك إلى واسطة{[36897]} .

قوله : { أَنِ ائت القوم الظالمين } . يجوز أن تكون «أَنْ » مفسِّرة ، وأن تكون مصدرية ، أي : بأن{[36898]} .


[36888]:معاني القرآن وإعرابه 4/84.
[36889]:وهو أبو البقاء فإنه قال: ( قوله تعالى: {وإذ نادى}، أي: واذكر إذ نادى} التبيان 2/994.
[36890]:أي اختلف أهل السنة.
[36891]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[36892]:هو قول أبي الحسن الأشعري.
[36893]:في ب: أنها.
[36894]:انظر الفخر الرازي 24/121.
[36895]:هو قول أبي منصور الماتريدي.
[36896]:انظر الفخر الرازي 24/121.
[36897]:المرجع السابق.
[36898]:انظر تفسير ابن عطية 11/93، التبيان 2/994.