تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَإِذۡ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰٓ أَنِ ٱئۡتِ ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (10)

[ الآيتان 10 و 11 ] وقوله تعالى : { وإذ نادى ربك موسى } أي أمر ربك موسى ، وأوحى { أن ائت القوم الظالمين } { قوم فرعون ألا يتقون } فيه دلالة أن موسى ، صلوات الله عليه ، كان مبعوثا مرسلا إلى فرعون وقومه ، وإن كان لم يذكر في بعض الآيات قومه حين{[14600]} قال : { اذهب إلى فرعون إنه طغى } [ طه : 24 والنازعات : 17 ] وقال في بعضها : { إلى فرعون وملأيه } [ الأعراف : 103 و . . . ] [ والملأ : هم ]{[14601]} الرؤساء والقادة . فإذا آمنوا هم اتبعهم الأتباع في ذلك ، فكان{[14602]} مبعوثا في الحقيقة رسولا إليه وإلى قومه جميعا الأتباع والمتبوعين لما ذكر .

وقوله تعالى : { قوم فرعون ألا يتقون } كأنه على الإضمار : { أن ائت القوم الظالمين } وقل لهم : { ألا يتقون } ؟

ثم قوله تعالى : { ألا يتقون } يحتمل وجهين : أحدهما : { ألا يتقون } مخالفة أمر الله ونهيه .

والثاني{[14603]} : ألا يتقون نقمة الله وعقوبته ، والله أعلم .


[14600]:- في الأصل وم: حيث.
[14601]:- في الأصل وم: فهذه لأنهم كانوا.
[14602]:- في الأصل وم: وإلا كان.
[14603]:- في الأصل وم: ونقول.