معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَإِذَا رَأَوۡاْ ءَايَةٗ يَسۡتَسۡخِرُونَ} (14)

قوله تعالى : { وإذا رأوا آيةً يستخرون } أي إذا رأوا حجة من حجج الله عليهم ودلالة على نبوة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم يسخرون منها ويستهزئون بها .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَإِذَا رَأَوۡاْ ءَايَةٗ يَسۡتَسۡخِرُونَ} (14)

وقوله - تعالى - { وَإِذَا ذُكِّرُواْ لاَ يَذْكُرُونَ . وَإِذَا رَأَوْاْ آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ } بيان لشدة تماديهم فى الباطل ، وإصرارهم عليه .

أى : أن هؤلاء القوم من دأبهم ومن صفاتهم الملازمة لهم ، أنهم إذا وعظوا بما ينفعهم لا يتعظون ، وإذا رأوى آية واضحة فى دلالتها على الحق { يَسْتَسْخِرُونَ } أى : يبالغون فى السخرية وفى الاستهزاء بها ، يقال : استسخر القوم من الشئ ، إذا استدعى بعضهم بعضا للاستهزاء به .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَإِذَا رَأَوۡاْ ءَايَةٗ يَسۡتَسۡخِرُونَ} (14)

وإذا هم يتلقون آيات الله بالسخرية الشديدة ، والتعجيب ممن يريهم إياها ، واستدعاء أسباب السخرية وطلبها طلباً كما يوحي لفظ( يستسخرون ) !

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَإِذَا رَأَوۡاْ ءَايَةٗ يَسۡتَسۡخِرُونَ} (14)

وقوله : وَإذَا رأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ يقول : وإذا رأوا حُجّة من حجج الله عليهم ، ودلالة على نبوّة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم يستسخرون : يقول : يسخرون ويستهزئون . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة وَإذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ : يسخرون منها ويستهزئون .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : وَإذَا رَأَوْا آيَةٍ يَسْتَسْخِرُونَ قال : يستهزِئون ، يَسْخَرون .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَإِذَا رَأَوۡاْ ءَايَةٗ يَسۡتَسۡخِرُونَ} (14)

وقوله تعالى { وإذا رأوا آية يستسخرون } ، يريد بالآية العلامة والدلالة ، وروي أنها نزلت في ركانة وهو رجل من المشركين من أهل مكة لقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في جبل خال وهو يرعى غنماً له وهو أقوى أهل زمانه ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :«يا ركانة أرأيت إن صرعتك أتؤمن بي ؟ » قال : نعم ، فصرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً ثم عرض عليه آيات من دعاء شجرة وإقبالها ونحو ذلك مما اختلف فيه العلماء وألفاظ الحديث ، فلما فرغ من ذلك كله لم يؤمن وجاء إلى مكة فقال : يا بني هاشم ساحروا بصاحبكم أهل الأرض{[4]} فنزلت هذه الآية فيه وفي نظرائه ، وقوله { يستسخرون } معناه يطلبون أن يكونوا ممن يسخر ، ويجوز أن يكون بمعنى يسخرون كقوله تعالى : { واستغنى الله } [ التغابن : 6 ] فيكون فعل واستفعل بمعنى ، وب «يسخرون » فسره مجاهد وقتادة ، وفي بعض القراءات القديمة «يستسحرون » بالحاء غير منقوطة ، وهذه عبارة عما قال ركانة لأنه استسحر النبي صلى الله عليه وسلم .


[4]:- هو أبو هاشم المكي الليثي، وردت الرواية عنه في حروف القرآن، يروي عن أبيه ابن عمر.