معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَٱلنَّخۡلَ بَاسِقَٰتٖ لَّهَا طَلۡعٞ نَّضِيدٞ} (10)

قوله تعالى : { والنخل باسقات } قال مجاهد وعكرمة وقتادة : طوالاً يقال : بسقت النخلة بسوقاً إذا طالت . وقال سعيد بن جبير : مستويات . { لها طلع } ثمر وحمل ، سمي بذلك لأنه يطلع ، والطلع أول ما يظهر قبل أن ينشق ، { نضيد } متراكب متراكم منضود بعضه على بعض في أكمام ، فإذا خرج من أكمامه فليس بنضيد .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَٱلنَّخۡلَ بَاسِقَٰتٖ لَّهَا طَلۡعٞ نَّضِيدٞ} (10)

وقوله : { والنخل } معطوف على { جَنَّاتٍ } ، و { بَاسِقَاتٍ } حال من النخل . ومعنى " باسقات " مرتفات ، من البسوق بمعنى الارتفاع والعلو . يقال : بسق فلان على أصحابه - من باب دخل - إذا فاقهم وزاد عليهم فى الفضل .

والنخل : اسم جنس يذكر ويؤنث ويجمع . وخص بالذكر مع أنه من جملة ما اشتملت عليه الجنات ، لمزيد فضله وكثرة منافعه .

وجملة { لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ } فى محل نصب على الحال من النخل .

والطلع : أول ما يخرج من ثمر الخل . ويسمى الكُفُرَّى . يقال : طلع الطلع طلوعا . إذا كان فى أول ظهوره .

والنضيد : بمعنى المنضود ، أى : المتراكب بعضه فوق بعض مأخوذ من نضد فلان المتاع ينضده ، إذا رتبه ترتيبا حسنا .

أى : وأنبتنا - أيضا - فى الأرض بعد إنزالنا الماء عليها من السحاب ، النخل الطوال ، الزاخر بالثمار الكثيرة التى ترتب بعضها على بعض بطريقة جميلة . .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَٱلنَّخۡلَ بَاسِقَٰتٖ لَّهَا طَلۡعٞ نَّضِيدٞ} (10)

1

ومما ينبته به النخل ويصفها بالسموق والجمال : ( والنخل باسقات لها طلع نضيد ) . . وزيادة هذا الوصف للطلع مقصودة لإبراز جمال الطلع المنضد في النخل الباسق . وذلك تمشيا مع جو الحق وظلاله . الحق السامق الجميل .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَٱلنَّخۡلَ بَاسِقَٰتٖ لَّهَا طَلۡعٞ نَّضِيدٞ} (10)

وقوله : والنّخْلَ باسِقاتٍ يقول : وأنبتنا بالماء الذي أنزلنا من السماء النخل طوالاً ، والباسق : هو الطويل يقال للجبل الطويل : جبل باسق ، كما قال أبو نوفل لابن هُبَيرة :

يا بْنَ الّذِينَ بِفَضْلِهِمْ *** بَسَقَتْ عَلى قَيْسٍ فَزَارَهْ

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله : باسِقاتٍ يقول : طوال .

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله والنّخْلَ باسِقاتٍ قال : النخل الطوال .

حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا هشيم ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن عبد الله بن شدّاد في قوله : والنّخْلَ باسِقاتٍ قال : بُسوقها : طولها في إقامة .

حدثنا هناد ، قال : حدثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن عكرِمة ، في قوله : والنّخْلَ باسِقاتٍ الباسقات : الطوال .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : باسِقاتٍ قال : الطوال .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة والنّخْلِ باسِقاتٍ قال : بسوقها طولها .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة والنّخْلَ باسِقاتٍ قال : يعني طولها .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله والنّخْلَ باسِقاتٍ قال : البسوق : الطول .

وقوله : لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ يقول : لهذا النخل الباسقات طلع وهو الكُفُرّي ، نضيد : يقول : منضود بعضه على بعض متراكب . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي عن أبيه ، عن ابن عباس لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ قال : يقول بعضه على بعض .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : نَضِيدٌ قال : المنضّد .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ يقول : بعضه على بعض .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ ينضد بعضه على بعض .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَٱلنَّخۡلَ بَاسِقَٰتٖ لَّهَا طَلۡعٞ نَّضِيدٞ} (10)

{ والنخل باسقات } طوالا أو حوامل من أبسقت الشاة إذا حملت فيكون من أفعل فهو فاعل ، وإفرادها بالذكر لفرط ارتفاعها وكثرة منافعها . وقرئ لأجل القاف . { لها طلع نضيد } منضود بعضه فوق بعض ، والمراد تراكم الطلع أو كثرة ما فيه من الثمر .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَٱلنَّخۡلَ بَاسِقَٰتٖ لَّهَا طَلۡعٞ نَّضِيدٞ} (10)

و : { باسقات } معناه : طويلات ذاهبات في السماء ، ومنه قول ابن نوفل في ابن هبيرة : [ مجزوء الكامل مرفّل ]

يا ابن الذين لمجدهم . . . بسقت على قيس فزارهْ{[10520]}

وروى قطبة بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ : «باصقات » بالصاد{[10521]} ، قال أبو الفتح الأصل : السين وإنما الصاد بدل منه ، لاستعلاء القاف . و «الطلع » أول ظهور التمر في الكفرى{[10522]} وهو أبيض منضد كحب الرمان . فما دام ملتصقاً بعضه ببعض فهو { نضيد } ، فإذا خرج من الكفرى تفرق فليس بنضيد .


[10520]:هذا البيت من شواهد أبي عبيدة في "مجاز القرآن"، قال:"{والنخل باسقات} طوال، يقال: جبل باسق، وحَسَب باسق، قال أبو نوفل لابن هُبيرة:"يابن الذين...البيت". وذكر صاحب اللسان هذا البيت شاهدا على أن البُسوق هو الارتفاع في الفضل، قال:"وبَسَق على قومه: علاهم في الفضل، وأنشد ابن بري لأبي نوفل: يابن الذين...البيت"، والرواية في مجاز القرآن وفي اللسان:"بفضلهم" بدلا من "بِجدهم"، وفي حديث ابن الحنفية: كيف بسق أبو بكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أي: كيف ارتفع ذكره دونهم؟.
[10521]:ذكر ذلك الثعلبي، ونقله القرطبي، ثم قال:"قلت: الذي في صحيح مسلم عن قطبة بن مالك قال: صليت وصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ{ق والقرآن المجيد}، حتى قرأ:{والنخل باسقات}، قال: فجعلت أرددها ولا أدري ما قال، إلا أنه لا يجوز إبدال الصاد من السين لأجل القاف"اهـ.
[10522]:وعاء طلع النخل هو الكفر، ويقال فيه: الكُفُرَّى والكِفِرَّى والكَفَرَّى، والكُفَرَّى.(انظر اللسان).
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَٱلنَّخۡلَ بَاسِقَٰتٖ لَّهَا طَلۡعٞ نَّضِيدٞ} (10)

خص النَخلُ بالذكر مع تناول جنات له لأنه أهم الأشجار عندهم وثمره أكثر أقواتهم ، ولإتباعه بالأوصاف له ولِطلعه مما يثير تذكر بديع قوامه ، وأنيق جماله .

والباسقات : الطويلات في ارتفاع ، أي عاليات فلا يقال : باسق للطويل الممتد على الأرض .

وعن ابن شداد : الباسقات الطويلات مع الاستقامة . ولم أره لأحد من أيمة اللغة . ولعلّ مراده من الاستقامة الامتداد في الارتفاع . وهو بالسين المهملة في لغة جميع العرب عدا بني العنبر من تميم يُبدلون السين صاداً في هذه الكلمة . قال ابن جنيّ : الأصل السين وإنما الصاد بدل منها لاستعلاء القاف . وروى الثعلبي عن قطبة بن مالك أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الصبح قرأها بالصاد . ومثله في ابن عطية وهو حديث غير معروف . والذي في « صحيح مسلم » وغيره عن قطبة بن مالك مروية بالسين . ومن العجيب أن الزمخشري قال : وفي قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم باصقات . وانتصب { باسقات } على الحال . والمقصود من ذلك الإيماء إلى بديع خلقته وجمال طلعته استدلالاً وامتناناً .

والطلع : أول ما يظهر من ثمر التمر ، وهو في الكُفُرَى ، أي غلاف العنقود .

والنضيد : المنضود ، أي المصفّف بعضه فوق بعض ما دام في الكُفُرَى فإذا انشق عنه الكُفرى فليس بنضيد . فهو معناه بمعنى مفعول قال تعالى : { وطلح منضود } [ الواقعة : 29 ] .

وزيادة هذه الحال للازدياد من الصفات الناشئة عن بديع الصنعة ومن المنة بمحاسن منظر ما أوتوه .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَٱلنَّخۡلَ بَاسِقَٰتٖ لَّهَا طَلۡعٞ نَّضِيدٞ} (10)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{والنخل باسقات} يعني النخل الطوال... {لها طلع} يعني الثمر {نضيد} يعني منضود بعضه على بعض...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"والنّخْلَ باسِقاتٍ "يقول: وأنبتنا بالماء الذي أنزلنا من السماء النخل طوالاً، والباسق: هو الطويل، يقال للجبل الطويل: جبل باسق...

وقوله: "لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ" يقول: لهذا النخل الباسقات طلع وهو الكُفُرَّى، "نضيد": يقول: منضود بعضه على بعض متراكب...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{لها طلع نضيد} أي منضود، والطّلع أول ما يخرج من النخيل، فيحمل، والتنضيد، هو التأليف والتركيب، أي يؤلَّف بعضه إلى بعض، ويركّب... وإذا نضج استوجب الطّلع وتفرّق وصار رطبا...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

«الطلع» أول ظهور التمر في الكفرى وهو أبيض منضد كحب الرمان. فما دام ملتصقاً بعضه ببعض فهو {نضيد}...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

خص النَخل بالذكر مع تناول جنات له لأنه أهم الأشجار عندهم وثمره أكثر أقواتهم، ولإتباعه بالأوصاف له ولِطلعه مما يثير تذكر بديع قوامه، وأنيق جماله.