البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَٱلنَّخۡلَ بَاسِقَٰتٖ لَّهَا طَلۡعٞ نَّضِيدٞ} (10)

بسقت النخلة بسوقاً : طالت ، قال الشاعر :

لنا خمر وليست خمر كرم *** ولكن من نتاج الباسقات

كرام في السماء ذهبن طولا *** وفات ثمارها أيدي الجناة

وبسق فلان على أصحابه : أي علاهم ، ومنه قول ابن نوفل في ابن هبيرة :

يا ابن الذين بمجدهم *** بسقت على قيس فزاره

ويقال : بسقت الشاة : ولدت ، وأبسقت الناقة : وقع في ضرعها اللبأ قبل النتاج فهي مبسق ، ونوق مباسق . حاد عن الشيء : مال عنه ، حيوداً وحيدة وحيدودة .

{ باسقات } : أي طوالاً في العلو ، وهو منصوب على الحال ، وهي حال مقدرة ، لأنها حالة الإنبات ، لم تكن طوالاً .

وباسقات جمع .

{ والنخل } اسم جنس ، فيجوز أن يذكر ، نحو قوله : { نخل منقعر } وأن يؤنث نحو قوله تعالى : { نخل خاوية } وأن يجمع باعتبار إفراده ، ومنه باسقات ، وقوله : { وينشىء السحاب الثقال } والجمهور : باسقات بالسين .

وروى قطبة بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قرأ : باصقات بالصاد ، وهي لغة لبني العنبر ، يبدلون من السين صاداً إذا وليتها ، أو فصل بحرف أو حرفين ، خاء أو عين أو قاف أو طاء .

{ لها طلع } : تقدم شرحه عند { من طلعها قنوان دانية } { نضيد } : أي منضود بعضه فوق بعض ، بريد كثرة الطلع وتراكمه ، أي كثرة ما فيه من الثمر .

وأول ظهور الثمر في الكفرى هو أبيض ينضد كحب الرمان ، فما دام ملتصقاً بعضه ببعض فهو نضيد ، فإذا خرج من الكفرى تفرق فليس بنضيد .