فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱلنَّخۡلَ بَاسِقَٰتٖ لَّهَا طَلۡعٞ نَّضِيدٞ} (10)

{ و } أنبتنا به { النخل } تخصيصها بالذكر مع دخولها في الجنات للدلالة على فضلها على سائر الأشجار ، أو لفرط ارتفاعها وكثرة منافعها ، ولذلك شبه صلى الله عليه وسلم بها { باسقات } حال مقدرة لأنها وقت الإنبات لم تكن باسقة ، قال مجاهد وعكرمة وقتادة : الباسقات الطوال ، وقال سعيد بن جبير : مستويات ، وقال الحسن وعكرمة والفراء : مواقير حوامل ، يقال للشاة : بسقت إذا ولدت ، والأشهر في لغة العرب الأول ، يقال بسقت النخلة بسوقا إذا طالت ، وبسقت الشاة ولدت ، وأبسقت الناقة وقع في ضرعها اللبأ قبل النتاج ، وبسق الرجل مهر في علمه ، وبسق فلان على أصحابه من باب دخل أي طال عليهم في الفضل .

عن قطبة قال : " سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح ق ، فلم أتى على هذه الآية : والنخل باسقات فجعلت أقول : ما بسوقها ؟ قال : طولها {[1531]} أخرجه الحاكم وصححه وابن مردويه ، وقال ابن عباس : الطول .

{ لها طلع نضيد } الطلع هو أول ما يخرج من ثمر النخل ، يقال : طلع الطلع طلوعا ، والنضيد المتراكب الذي نضد بعضه على بعض ، وذلك قبل أن يتفتح فهو نضيد في أكمامه فإذا خرج من أكمامه فليس بنضيد قال ابن عباس : متراكم بعضه على بعض


[1531]:أخرجه الحاكم.