التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ وَٱلنُّجُومُ مُسَخَّرَٰتُۢ بِأَمۡرِهِۦٓۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ} (12)

قوله تعالى { وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره في ذلك لآيات لقوم يعقلون }

قال الشنقيطي : قوله تعالى { وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره في ذلك لآيات لقوم يعقلون } . ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه سخر لخلقه خمس أشياء عظام ، فيها من عظيم نعمته ما لا يعلمه إلا هو ، وفيها الدلالات الواضحات لأهل العقول على أنه الواحد المستحق ، لأن يعبد وحده . والخمسة المذكورة هي : الليل ، والنهار ، والشمس ، والقمر ، والنجوم ، وكرر في القرآن ذكر إنعامه بتسخير هذه الأشياء ، وأنها من أعظم أدلة وحدانيته واستحقاقه للعبادة وحده ، كقوله تعالى : { إن ربكم الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين } وإغشاؤه الليل والنهار : هو تسخيرهما ، وقوله { وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار . . } الآية ، وقوله : { وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم } وقوله : { ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين . . } الآية ، وقوله { وبالنجم هم يهتدون } .