التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا مِنۡهَا فَإِنۡ عُدۡنَا فَإِنَّا ظَٰلِمُونَ} (107)

قوله تعالى { ربنا أخرجنا منها فإن عدنا ظالمون ، قال اخسئوا فيها ولا تكلمون }

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى { ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون ، قال اخسئوا فيها ولا تكلمون } ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أن أهل النار يدعون ربهم فيها فيقولون : ربنا أخرجنا منها فإن عدنا إلى ما لا يرضيك بعد إخراجنا منها فإنا ظالمون وأن الله يجيبهم بقوله { اخسئوا فيها ولا تكلمون } أي امكثوا فيها خاسئين : أي أذلاء صاغرين حقيرين ، لأن لفظة اخسأ إنما تقال للحقير الذليل ، كالكلب ونحوه ، فقوله { اخسئوا } أي ذلوا فيها ماكثين في الصغار والهوان .

وهذا الخروج من النار الذي طلبوه قد بين تعالى أنهم لا ينالوه كقوله تعالى { يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم } وقوله تعالى { كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار }

وقوله تعالى { كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها } الآية .

وانظر الآية رقم ( 99-100 ) من هذه السورة .