اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا مِنۡهَا فَإِنۡ عُدۡنَا فَإِنَّا ظَٰلِمُونَ} (107)

ثم إنّ القوم لما اعتذرُوا بهذين العُذرين ، قالوا : { رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا } أي : من النار «فَإِنْ عُدْنَا » لما أنكرنا «فَإِنَّا ظَالِمُونَ » فعند ذلك أجابهم الله تعالى فقال : { اخسئوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ } .

فإن قيل : كيف يجوز أن يطلبوا الخروج وقد علموا أنَّ عقابهم دائم ؟ قلنا : يجوز أن يلحقهم السهو عن ذلك في أحوال شدة العذاب فيسألون الرجعة . ويحتمل أن يكون مع علمهم بذلك يسألون على وجه الغوث والاسترواح {[33455]} .


[33455]:آخر ما نقله عن الفخر الرازي 23/125 – 126.