نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَلَمَّا رَأَوۡاْ بَأۡسَنَا قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥ وَكَفَرۡنَا بِمَا كُنَّا بِهِۦ مُشۡرِكِينَ} (84)

فلما ثبت بذلك عنادهم وغلظتهم وقوتهم في لددهم واشتدادهم ، بين جهلهم بذلهم عند ما بدا لهم وبال أمرهم وحان أن تبرك عليهم أثقال العذاب الفائتة للقوى ، فحلت ما أحكموا عقده من شرهم ، فقال مبيناً لما أجمل من الحيق مسبباً عنه لافتاً القول إلى مظهر العظمة ترهيباً : { فلما رأوا } أي عاينوا { بأسنا } أي عذابنا الشديد على ما له من العظمة التي أدنت بها نسبته إلينا وصدوره عنا { قالوا آمنا بالله } أي الذي له مجامع العظمة ، ومعاقد العز ونفوذ الكلمة ، كما ظهر لنا في هذا البأس من غير إشكال ولا إلباس ، وأكدوا ذلك نافين لما كانوا فيه من الشرك : بقولهم { وحده } ودل على انحلال عراهم ووهي قواهم بزيادة التصريح في قولهم : { وكفرنا بما كنا } أي جبلة وطبعاً { به مشركين * } لأنا علمنا أنه لا يغني من دون الله شيء .