تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَلَمَّا رَأَوۡاْ بَأۡسَنَا قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥ وَكَفَرۡنَا بِمَا كُنَّا بِهِۦ مُشۡرِكِينَ} (84)

الآية 84 وقوله تعالى : { فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ } يحتمل هذا وجهين :

[ أحدهما : ]{[18382]} أن يكون هذا القول منهم وما ذكر من الإيمان منهم إذا رأوا بأس الله بعد وفاتهم في قبورهم أي عذاب الله . فإن كان التأويل هذا فهذا يدل على عذاب القبر لمن شاء الله تعالى في حقه العذاب ، والله أعلم .

والثاني : يحتمل أن يكون ذلك منهم في حياتهم حين رأوا بأس الله في الدنيا آمنوا بما ذكروا .

فإن كان ذلك في الحياة فلم ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ، وقد تقدم ذكر هذا في سورة يونس{[18383]} على الاستقصاء ، والله أعلم .


[18382]:في الأصل وم: يحتمل.
[18383]:في قوله تعالى: {قل أرأيتم إن أتاكم عذابه} إلى قوله {أثم إذا ما وقع آمنتم به} [الآيتان: 50 و51].