الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لَكُمۡ فِيهَا فَٰكِهَةٞ كَثِيرَةٞ مِّنۡهَا تَأۡكُلُونَ} (73)

{ لكم فيها } ، أي : في الجنة . { فاكهة كثيرة } ، أي : من كل نوع .

{ منها تاكلون } ، أي : من الفاكهة تأكلون{[61834]} ما اشتهيتم .

وقد قال ابن خالويه{[61835]} : إنما أشار إلى الجنة بإشارة البعيد فقال : ( وتلك ) وأشار إلى جهنم في ( قوله : هذه ){[61836]} جهنم بإشارة القريب لتأكيد التخويف{[61837]} من جهنم لأن الله عز وجل قد يتفضل على عباده فيدخلهم الجنة بغير عمل كالأطفال والمجانين ، ولا يعذب أحدا منهم إلا على ذنب اكتسبه ، فحذرهم الله عز وجل في النار وقرَّب الإشارة إليها ، ( أكثر مما شوقهم ){[61838]} إلى الجنة ، فجعل جهنم كأنه يُنظر إليها{[61839]} كالحاضرة ، تخويفا منها{[61840]} .


[61834]:(نا) في طرة (ت).
[61835]:هو الحسن بن أحمد بن خالويه، أبو عبد الله، لغوي، من كبار النحاة، أصله من همذان، استوطن حلب، وعظمت بها شهرته، وتوفي فيها سنة 370 هـ. انظر إنباه الرواة 1/324 ت 216، وفيات الأعيان 2/178 ت 194. وبغية الوعاة 1/519 ت 1099.
[61836]:(ح) (هذه في قوله).
[61837]:(ت): (التحريق).
[61838]:(ت): (شرقهم).
[61839]:ساقط من (ح).
[61840]:انظر جامع القرطبي 16/115.