روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي  
{لَكُمۡ فِيهَا فَٰكِهَةٞ كَثِيرَةٞ مِّنۡهَا تَأۡكُلُونَ} (73)

{ مّنْهَا تَأْكُلُونَ } أي لا تأكلون إلا بعضها وأعقابها باقية في أشجارها فهي مزينة بالثمار أبداً موقرة بها لا ترى شجرة عريانة من ثمرها كما في الدنيا ، وفي الحديث «لا ينزع رجل في الجنة من ثمرها ءلا نبت مكانها مثلاها » فمن تبعيضية وجوز كونها ابتدائية ، والتقديم للحصر الإضافي وقيل لرعاية الفاصلة .

ولعل تكرير ذكر المطاعم في القرآن العظيم مع أنها كلا شيء بالنسبة إلى سائر أنواع نعيم الجنة لما كان بأكثرهم في الدنيا من الشدة والفاقة فهو تسلية لهم ، وقيل : إن ذلك لكون أكثر المخاطبين عواماً نظرهم مقصور على الأكل والشرب . وتعقب بأنه غير تام وللصوفية ، كلام سيأتي في مواضع إن شاء الله تعالى عز وجل .