نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلۡمُقَرَّبُونَ} (11)

ولما بين علو شأنهم ونسب السبق إليهم ، ترجمه نازعاً للفعل منهم بقوله : { أولئك } أي العالو الرتبة جداً من {[62077]}الذين هم{[62078]} أصحاب الميمنة { المقربون * } أي الذين اصطفاهم الله تعالى للسبق فأرادهم لقربه أو{[62079]} أنعم عليهم بقربه{[62080]} ولولا فعله في تقريبهم لم يكونوا سابقين ، قال الرازي في اللوامع : المقربون تخلصوا من نفوسهم فأعمالهم كلها لله ديناً ودنيا من حق الله وحق الناس ، وكلاهما عندهم حق الله ، والدنيا عندهم آخرتهم لأنهم يراقبون ما يبدو لهم من ملكوته فيتلقونه بالرضا والانقياد ، وهم صنفان فصنف قلوبهم في جلاله وعظمته هائمة قد ملكتهم{[62081]} هيبتهم فالحق يستعملهم ، وصنف آخر قد أرخى{[62082]} من عنانه ، فالأمر عليه أسهل لأنه قد جاور بقلبه هذه الحطة ومحله أعلى فهو أمين الله في أرضه ، فيكون الأمر عليه أسهل لأنه قد{[62083]} جاوز - انتهى .


[62077]:- سقط ما بين الرقمين من ظ.
[62078]:- سقط ما بين الرقمين من ظ.
[62079]:- من ظ، وفي الأصل: "و".
[62080]:-زيد من ظ.
[62081]:- من ظ، وفي الأصل: ملكهم.
[62082]:- من ظ، وفي الأصل: رجا.
[62083]:- زيد من ظ.