الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلۡمُقَرَّبُونَ} (11)

وقوله : { أُوْلَئِكَ المقربون } : ابتداء وخبر ، وهو في موضع الخبر ؛ على قول مَنْ قال : { السابقون } الثاني صِفَةٌ ، و{ المقربون } : معناه : مِنْ اللَّه سبحانه في جَنَّةِ عَدَنٍ ، فالسابقون معناه : الذين قد سبقت لهم السعادة ، وكانت أعمالُهُمْ في الدنيا سبقاً إلى أعمال البِرِّ وإلى ترك المعاصي ، فهذا عمومٌ في جميع الناس ، وخَصَّصَ المفسرون في هذه أشياء تفتقر إلى سند قاطع ، " ورُوِيَ أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنِ السَّابِقِينَ ؟ فَقَالَ : «هُمُ الَّذِينَ إذَا أُعْطُوا الْحَقَّ قَبِلُوهُ ، وَإذَا سُألُوهُ بَذَلُوهُ ، وَحَكَمُوا لِلنَّاسِ بِحُكْمِهِمْ لأَنْفُسِهِمْ » " ، والمقربون عبارة عن أعلى منازل البشر في الآخرة ، قال جماعة من أهل العلم : هذه الآية متضمنة أَنَّ العالم يومَ القيامة على ثلاثة أصناف .