فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلۡمُقَرَّبُونَ} (11)

{ أولئك المقربون في جنات النعيم } فالإشارة هي إليهم ، أي : المقربون إلى جزيل ثواب الله ، وعظيم كرامته ، أو الذين قربت إلى العرش العظيم درجاتهم ، وأعليت مراتبهم ، ورقت إلى حظائر القدس نفوسهم الزكية .

وما في أولئك من معنى البعد مع قرب العهد بالمشار إليه للإيذان ببعد منزلتهم في الفضل ، ومحله الرفع على الابتداء ، وخبره ما بعده ، هذا أظهر ما ذكر في إعراب هذه الجملة ، وأشهره وهو الذي يقتضيه جزالة التنزيل ، وجنات النعيم ، خبر ثان ، أو حال من الضمير في المقربون ، أو متعلق به ؛ أي : قربوا إلى رحمة الله فيها ، قرأ الجمهور جنات بالجمع ، وقرئ جنة بالإفراد وإضافة الجنات إلى النعيم من إضافة المكان إلى ما يكون فيه ، كما يقال : دار الضيافة ، ودار الدعوة ، ودار العدل .