{ يسألونك عن الساعة أيان مرساها 42 فيم أنت من ذكراها 43 إلى ربك منتهاها 44 إنما أنت منذر من يخشاها 45 كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها 46 }[ 42-46 ] .
1- حكاية لسؤال الكفار للنبي عليه السلام عن موعد قيام القيامة .
2- وتنديد بسؤالهم الذي يوردونه من قبيل التحدي والاستخفاف .
3- وتقرير بأن موعدها عند الله وفي علمه .
4- وخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم بصيغة السؤال التقريري بأنه ليس له عنها علم ، وبأن قصارى شأنه أنه منذر بها لينتفع بذلك من كان يستشعر بالخوف منها ويريد أن يتحاشى أسبابه بالإيمان وصالح العمل .
5- وإنذار وتوكيد للكفار بأنهم سيرونها حتما وفي برهة أقرب بكثير مما يظنون ، وأنهم حينما يرونها سيظنون من شدة هذا الأمر أنه ما بينها وبين موتهم إلا مساء أو صباح .
وواضح أن الآيات استمرار مع السياق والموضوع . وقد تكرر مثل هذا السؤال والرد عليه في مواضع عديدة مرت أمثلة منها ؛ حيث يدل ذلك على تكرر السؤال والتحدي من قبل الكفار واقتضاء حكمة التنزيل بتكرار الرد عليهم .
ولقد أورد البخاري ومسلم في فصل التفسير في صححيهما حديثا مرويا عن سهل بن سعد في سياق هذه الآيات جاء فيه : ( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قال بإصبعيه هكذا بالوسطى وبالتالي تلي الإبهام بعثت والساعة كهاتين ) {[2384]} . ولقد علقنا على موضوع اقتراب الساعة في سياق تفسير سورة القمر بما فيه الكفاية فلا نرى ضرورة للإعادة .
ولقد روى الطبري بطرقه في سياق هذه الآيات أيضا حديثين أحدهما عن عائشة قالت : ( لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الساعة حتى أنزل الله عز و جل { فيم أنت من ذكراها 43 إلى ربك منتهاها 44 } ) وثانيهما عن طارق بن شهاب قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال يذكر شأن الساعة حتى نزلت { يسألونك عن الساعة أيان مرساها } إلى { من يخشاها } ) . ويلحظ على هذين الحديثين أن السؤال عن الساعة إنما كان يقع ويتكرر من الكفار ، وأن القرآن كان يأمر النبي بالقول : إنه لا يعلم ولا يملك من الأمر شيئا والأمر بيد الله وعلمه على ما جاء في سور كثيرة مر تفسيرها مثل سور الأعراف ويونس . وقد حكت آيات مدنية سؤالا لهم عنها أيضا وجوابا مماثلا على ما جاء في سورة الأحزاب { يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا 63 } ويتبادر لنا أن العبارة القرآنية هنا هي من هذا الباب بأسلوب آخر . وليس فيها آية دلالة كما أنه ليس في القرآن آية دلالة على أن النبي هو الذي كان يسأل عنها حتى تكون هذه الآيات خاتمة لسؤاله عنها . والحديث الذي أوردناه آنفا والذي رواه البخاري ومسلم في سياق هذه الآيات قوي المغزى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.