اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرۡسَىٰهَا} (42)

قوله تعالى : { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الساعة أَيَّانَ مُرْسَاهَا } . لما سمع المشركون أخبار القيامة ، ووصفها بالأوصاف الهائلة مثل : «الطَّامة الكبرى » ، و «الصَّاخَّة » ، و «القاَرِعَة » ، سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم استهزاءً ، متى تكون الساعة ؟ .

وقيل : يحتمل أن يكون ذلك إيهاماً لإيقاعهم أنَّه لا أصْلَ لذلكَ ، ويحتملُ أنَّهم كانوا يسألونه عن وقت القيامة استعجالاً كقوله : { الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا } [ الشورى : 18 ] .

وقوله : { أَيَّانَ مُرْسَاهَا } ، أي : إقامتها ، والمعنى : أيُّ شيء يقيمُها ويوجدُها ، ويكون المعنى : أيان منتهاها ومستقرها ، كما أنَّ مرسى السفينة : مستقرّها الذي تنتهي إليه فأجابهم الله - تعالى - بقوله : { فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا } .