معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَأَنتُمۡ حِينَئِذٖ تَنظُرُونَ} (84)

وقوله : { وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ } يعني : أهل الميت عنده .

ينظرون إليه . والعرب تخاطب القوم بالفعل كأنهم أصحابه ، وإنما يراد به بعضهم : غائباً كان أو شاهداً ، فهذا من ذلك كقولك للقوم : أنت قتلتم فلانا ، وإنما قتله الواحد الغائب . ألا ترى أنك قد تقول لأهل المسجد لو آذوا رجلا بالازدحام : اتقوا الله ، فإنكم تؤذون المسلمين ، فيكون صوابا . وإنما تعظ غير الفاعل في كثير من الكلام ، ويقال : أين جواب ( فلولا ) الأولى ، وجواب التي بعدها ؟ والجواب في ذلك : أنهما أجيبا بجواب واحد وهو ترجعونها ، وربما أعادتِ العرب الحرفين ومعناهما واحد . فهذا من ذلك ، ومنه : { فَإِما يَأْتِيَنّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمن تَبِعَ هُداي فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِم } . أجيبا بجواب واحد . وهما جزاءان ، ومن ذلك قوله : { لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَّيُحِبُّون أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُم } .

وقوله : { أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إذا مِتُّم وكُنتُم تُراباً وعِظَاما أَنَّكُمْ مُخْرَجُون } وقد فسِّر في غير هذا الموضوع .