الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{۞قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ} (53)

قوله : { قُلْ يعِبَادِيَ } : قيل في هذه الآيةِ من أنواع المعاني والبيانِ أشياءُ حسنةٌ ، منها : إقبالُه عليهم ونداؤهم ، ومنها : إضافتُهم إليه إضافةَ تشريفٍ ، ومنها : الالتفاتُ من التكلم إلى الغَيْبةِ في قوله : { مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ } ، ومنها : إضافةُ الرحمةِ لأجلِ أسمائِه الحُسْنى ، ومنها : إعادةُ الظاهرِ بلفظِه في قولِه : " إنَّ اللَّهَ " ، ومنها : إبرازُ الجملةِ مِنْ قولِه : { إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } مؤكَّدةً ب " إنَّ " ، وبالفصلِ ، وبإعادة الصفتين اللتين تضَّمَنَتْهما الآيةُ السابقةُ .