{ قل يجمع ربُّنا ثم يفتح بيننا بالحق } : أي قل لهم سيجمع بيننا ربُّنا يوم القيامة ويفصل بيننا بالحق وهذا أيضا تلطق بهم وهو الحق .
وقوله : { قل يجمع بيننا ربُّنا } أي يوم القيامة { ثم يفتح بيننا } أي يحكم ويفصل بيننا { بالحق وهو الفتاح } أي الحاكم العليم بأحوال خلقه فأحكامه ستكون عادلة لعلمه بما يحكم فيه ظاهراً وباطناً . وفي هذا جذب لهم بلطف ودون عنف ليقروا بالبعث الآخر الذي ينكرونه بشدة .
ولما كانوا إما أن يجيبوا إلى المتاركة فيحصلوا بها المقصود عن قريب{[56861]} ، وإما أن يقولوا : لا نترككم ، وكان هذا الاحتمال أرجح ، أمره أن يجيبهم على تقديره بقوله : { قل يجمع بيننا ربنا } أي في{[56862]} قضائه المرتب{[56863]} على قدره في الدنيا أو في الأخرة ، قال القشيري : والشيوخ ينتظرون في الاجتماع زوائد ويستروحون{[56864]} إلى هذا الآية ، وللاجتماع أمر كبير في الشريعة .
ولما كان إنصافهم{[56865]} منهم في غاية البعد عندهم ، وكان ذلك في نفسه في غاية العظمة ، أشار إليه بأداة البعد فقال : { ثم يفتح } أي يحكم { بيننا } حكماً يسهل به الطريق { بالحق } أي الأمر الثابت الذي لا يقدر أحد منا ولا منكم على التخلف عنه ، وهو العدل أو الفضل من غير ظلم ولا ميل . ولما كان التقدير : فهو الجامع القدير ، عطف عليه قوله : { وهو الفتاح } أي البليغ{[56866]} الفتح لما انغلق ، فلم يقدر أحد على فتحه { العليم * } أي البالغ العلم بكل دقيق وجليل مما يمكن فيه الحكومات ، فهو القدير على فصل جميع الخصومات .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.