أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَكَذَٰلِكَ مَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ فِي قَرۡيَةٖ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتۡرَفُوهَآ إِنَّا وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰٓ أُمَّةٖ وَإِنَّا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم مُّقۡتَدُونَ} (23)

شرح الكلمات :

{ إلا قال مترفوها } : أي متنعموها .

{ إنا وجدنا آباءنا على أمة } : أي ملة ودين .

{ وإنا على آثارهم مقتدرون } : أي على طريقهم متبعون لهم فيها .

المعنى :

وقوله تعالى : { وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير } أي رسول إلا قال مترفوها أي متنعموها بنضارة العيش وغضارته { إنا وجدنا آباءنا على أمة } أي ملة ودين { وإنا على آثارهم مقتدون } أي متبعون لهم فيها . فهذه سنة الأمم قبل أمتك يا رسولنا فلا تحزن عليهم ولا تك في ضيق بما يقولون ويعتقدون ويفعلون أيضا . وهو معنى قوله تعالى { وكذلك ما أرسلنا من قبلك } إلى آخر الآية .

الهداية :

من الهداية :

- حرمة التقليد للآباء وأهل البلاد والمشايخ فلا يقبل قول إلا بدليل من الشرع .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَكَذَٰلِكَ مَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ فِي قَرۡيَةٖ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتۡرَفُوهَآ إِنَّا وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰٓ أُمَّةٖ وَإِنَّا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم مُّقۡتَدُونَ} (23)

وفي الآية الأخرى " مقتدون " أي نقتدي بهم ، والمعنى واحد . قال قتادة : مقتدون متبعون . وفي هذا دليل على إبطال التقليد ؛ لذمه إياهم على تقليد آبائهم وتركهم النظر فيما دعاهم إليه الرسول صلى الله عليه وسلم . وقد مضى القول في هذا في " البقرة " مستوفى{[13611]} . وحكى مقاتل أن هذه الآية نزلت في الوليد بن المغيرة وأبي سفيان وأبي جهل وعتبة وشيبة بني ربيعة من قريش ، أي وكما قال هؤلاء فقد قال من قبلهم أيضا . يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم ، ونظيره : " ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك " {[13612]} [ فصلت : 43 ] . والمترف : المنعم ، والمراد هنا الملوك والجبابرة .


[13611]:راجع ج 2 ص 211 فما بعدها، طبعة ثانية.
[13612]:آية 3: سورة فصلت.