فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَكَذَٰلِكَ مَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ فِي قَرۡيَةٖ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتۡرَفُوهَآ إِنَّا وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰٓ أُمَّةٖ وَإِنَّا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم مُّقۡتَدُونَ} (23)

{ وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة } .

وكما سقطت حجة المشركين من قومك في مزاعمهم الباطلة ، كانت حجة كل المترفين المكذبين السابقين داحضة ، إذ أصروا على تقليد الآباء في زيفهم وعوجهم ؛ و{ مترفوها } أي أغنياؤها البطرون المحبّون للبطالة ، كأن تنعمهم وعكوفهم على الشهوات قصر هممهم عن تعرف طرق الحق والخير ، وزيّن لهم التقليد ؛ وفي الآية تسلية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، فإنه ليس أول من عانده وكذبه قومه ، بل هي سنة الله في الذين خلوا من قبل : { ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك . . }{[4337]} .

{ وإنا على آثارهم مقتدون( 23 ) } .

وأصروا على الاقتداء بأسلافهم في الغي والبغي ولو كانوا لا يعقلون شيئا ولا يهتدون .


[4337]:سورة حم السجدة .من الآية 43.