ثم بين أن تمسك الجهال بالتقليد أمر كان حاصلاً من قديم الزمان فقال : { وَكَذَلِكَ مَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَآ إِنَّا وَجَدْنَآ آبَآءَنَا على أُمَّةٍ وَإِنَّا على آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ }{[49742]} ، قوله : أمه العامة على ضم الهمزة بمعنى الطريقة والدين قال قَيْسُ بن الخَطيم :
4399 كُنَّا عَلَى أُمَّةِ آبَائِنَا *** وَيَقْتَدِي بالأَوَّلِ الآخرُ{[49743]}
4400 هل يَسْتَوِي ذُو أمَّةٍ وَكَفُور{[49744]} *** . . .
أي ذو دين . وقرأ مجاهدٌ وقتادةٌ وعمرُ بنُ العَزِيزِ بالسكر{[49745]} .
قال الجوهري : ( هي{[49746]} الطريقة الحسنة لغة في أمَّةٍ{[49747]} بالضم قال الزمخشري ) : كلتاهما من الأَمِّ وهو القصد ، والأُمَّة الطريقة التي تؤم كالرحلة للمرحول إليه ، والإمّة الحالة ( التي{[49748]} ) يكون عليها الآمّ وهو القاصد{[49749]} . وقرأ ابن عباس بالفتح وهي المرة من الأم{[49750]} ، والمراد بها القصد والحال .
المراد بالمترفين الأغنياء والرؤساء . والمُتْرَفُ هو الذي آثر النعمة ، فلا يحب إلا الشهوات والملاهي ويبغض المشاق في طلب الحق . وإذا عرف ذلك علمنا أن رأس جميع الآفات حب الدنيا واللذات الجسمانية ورأس جميع الخيرات هو حب الله تعالى ، والدار الآخرة ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام «حُبُّ الدُّنْيَا رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَة » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.