التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{وَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِشِمَالِهِۦ فَيَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي لَمۡ أُوتَ كِتَٰبِيَهۡ} (25)

{ وأما من أوتي كتابه بشماله } هم الكفار بدليل قوله إنه كان لا يؤمن بالله العظيم فجعل علة إعطائهم كتبهم بشمالهم عدم إيمانهم ، وأما المؤمنون فيعطون كتبهم بأيمانهم ، لكن اختلف فيمن يدخل النار منهم ، هل يعطى كتابه قبل دخول النار أو بعد خروجه منها ؟ وهذا أرجح لقوله : { هاؤم اقرأوا كتابيه } لأن هذا كلام سرور فيبعد أن يقوله من يحمل إلى النار .

{ فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه } أي : يتمنى أنه لم يعط كتابه وقال ابن عطية : يتمنى أن يكون معدوما لا يجري عليه شيء والأول أظهر .