تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِشِمَالِهِۦ فَيَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي لَمۡ أُوتَ كِتَٰبِيَهۡ} (25)

إذا كان الرجل في الشر [ رأسا ]{[1439]} يدعو إليه ويأمر به فيكثر عليه تبعه ، نودي باسمه واسم أبيه ، فيتقدم إلى حسابه ، فيخرج له كتاب أسود بخط أسود في باطنه الحسنات وفي ظاهره السيئات ، فيبدأ بالحسنات فيقرؤها فيفرح ويظن أنه سينجو ؛ فإذا بلغ آخر الكتاب وجد فيه : هذه حسناتك وقد ردت عليك فيسود وجهه ويعلوه الحزن ، ويقنط من الخير ، ثم يقلب كتابه فيقرأ سيئاته ، فلا يزداد إلا حزنا ولا يزداد وجهه إلا سوادا ، فإذا بلغ آخر الكتاب وجد فيه : هذه سيئاتك ، وقد ضوعفت عليك ؛ أي : يضاعف عليه العذاب ، ليس المعنى : أنه يزاد عليه ما لم يعمل . قال : فيعظم للنار وتزرق عيناه ويسود وجهه ، ويكسى سرابيل القطران ويقال له : انطلق إلى أصحابك ، فأخبرهم أن لكل إنسان منهم مثل هذا . فينطلق وهو يقول : { يا ليتني لم أوت كتابيه( 25 ) } .


[1439]:ما بين المعكوفات طمس في الأصل، أثبتناه من تفسير القرطبي (10/6750).