السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِشِمَالِهِۦ فَيَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي لَمۡ أُوتَ كِتَٰبِيَهۡ} (25)

ولما كانت العادة جارية بأن أهل العرض ينقسمون إلى مقبول ومردود وذكر سبحانه المقبول بإدنائه تشويقاً إلى حاله ، وتغبيطاً بعاقبته وحسن حاله أتبعه المردود تنفيراً عن أعماله بما ذكر من قبائح أحواله فقال تعالى : { وأما من أوتي كتابه } أي : صحيفة حسابه { بشماله فيقول } أي : لما يرى من سوء عاقبته التي كشف له عنها الغطاء حتى لم يشك فيها لما رأى من قبائحه التي قدمها { يا ليتني } تمنياً للمحال { لم أوت } أي : من أي مؤت ما . { كتابيه } أي : هذا الذي ذكرني خبائث أعمالي وعرفني جزاءها .