تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{ٱلَّذِي هُمۡ فِيهِ مُخۡتَلِفُونَ} (3)

والأظهر الأول لقوله : { الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ } يعني : الناس فيه على قولين : مؤمن به وكافر .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{ٱلَّذِي هُمۡ فِيهِ مُخۡتَلِفُونَ} (3)

و { النبأ العظيم } قال ابن عباس وقتادة هو الشرع الذي جاء به محمد ، وقاله مجاهد وقتادة : هو القرآن خاصة ، وقال قتادة أيضاً : هو البعث من القبور ، ويحتمل الضمير في { يتساءلون } أن يريد جميع العالم فيكون الاختلاف حينئذ يراد به تصديق المؤمنين وتكذيب الكافرين ونزغات الملحدين ، ويحتمل أن يراد بالضمير الكفار من قريش ، فيكون الاختلاف شك بعض وتكذيب بعض . وقولهم سحر وكهانة وشعر وجنون وغير ذلك ، وقال أكثر النحاة قوله : { عن النبإ العظيم } ، متعلق ب { يتساءلون } الظاهر{[11560]} كأنه قال : لم يتساءلون عن هذا النبأ ، وقال الزجاج : الكلام تام في قوله : { عم يتساءلون } ثم كان مقتضى القول أن يجيب مجيب فيقول : يتساءلون { عن النبإ العظيم } ، فاقتضى إيجاز القرآن وبلاغته أن يبادر المحتج بالجواب الذي تقتضيه الحال والمجاورة اقتضاباً للحجة وإسراعاً إلى موضع قطعهم ، وهذا نحو قوله تعالى : { قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد }{[11561]} [ الأنعام : 19 ] وأمثلة كثيرة ، وقد وقع التنبيه عليها في مواضعها .


[11560]:هذا رأي، ورأي آخر يقول: إن (عن) لا تتعلق بـ (يتساءلون) الذي في التلاوة، لأنه كان يلزم دخول حرف الاستفهام، فيكون: أعن النبأ العظيم؟ كقولك: كم مالك؟ أثلاثون أم أربعون؟ فوجب لما ذكر امتناع تعلقه ب (يتساءلون، قال ذلك لتقدم (يتساءلون)، قال ذلك المهدوي، ونقله عنه القرطبي، وذكره أبو حيان في البحر مجملا بدون تفصيل.
[11561]:من الآية 19 من سورة الأنعام.

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{ٱلَّذِي هُمۡ فِيهِ مُخۡتَلِفُونَ} (3)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

يقول: لم يسألون عن القرآن وهم يخالفونه، ولا يؤمنون به؟ فصدق بعضهم به، وكفر بعضهم به، فاختلفوا فيه،...

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

هو البعث، فأما الموت فلم يختلفوا فيه، وفيه قولان: أحدهما: أنه اختلف فيه المشركون من بين مصدق منهم ومكذب، قاله قتادة. الثاني: اختلف فيه المسلمون والمشركون، فصدّق به المسلمون وكذّب به المشركون، قاله يحيى بن سلام...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

وعظم توبيخهم بقوله: {الذي هم} أي بضمائرهم مع ادعائهم أنها أقوم الضمائر {فيه مختلفون} أي شديد اختلافهم وثباتهم فبعضهم صدق وبعضهم كذب، والمكذبون بعضهم شك وبعضهم جزم وقال بعضهم: شاعر، وبعضهم: ساحر -إلى غير ذلك من الأباطيل-، وذلك الأمر هو أمر النبي صلى الله عليه وسلم الذي أهمه البعث بعد الموت اشتد التباسه عليهم وكثرت مراجعتهم فيه ومساءلتهم عنه مع عظمه وعظم ظهوره، والعظيم لا ينبغي الاختلاف فيه بوجه، فإن ذا المروءة لا ينبغي له أن يدخل في أمر إلا وهو على بصيرة فكيف به إذا كان عظيماً فكيف به إذا تناهى عظمه فكيف به إذا كان أهم ما يهمه فإنه يتعين عليه أن يبحث عنه غاية البحث ويطلب فيه الأدلة ويفحص عن البراهين ويستوضح الحجج حتى يصير من أمره بعد علم اليقين إلى عين اليقين من حين يبلغ مبلغ الرجال إلى أن يموت فكيف إذا كان بحيث تتلى عليهم الأدلة وتجلى لديه قواطع الحجج وتجلب إليه البينات وهو يكابر فيه ويماري، ويعاند ويداري...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وجيء بالجملة الإسمية في صلة الموصول دون أن يقول: الذي يَختلفون فيه أو نحو ذلك، لتفيد الجملة الإسمية أن الاختلاف في أمر هذا النبأ متمكن منهم ودائم فيهم لدلالة الجملة الإسمية على الدوام والثبات.