السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ٱلَّذِي هُمۡ فِيهِ مُخۡتَلِفُونَ} (3)

فإن قيل : إذا كان الضمير يرجع للكافر ، فكيف يكون قوله تعالى : { الذي هم } أي : بضمائرهم مع ادعائهم أنها أقوى الضمائر { فيه مختلفون } مع أنّ الكفار كانوا متفقين على إنكار البعث ؟ أجيب : بأنا لا نسلم اتفاقهم على ذلك بل كان فيهم من يثبت المعاد الروحاني وهم جمهور النصارى ، وأما المعاد الجسماني فمنهم من يقطع القول بإنكاره ومنهم من يشك ، وأما إذا كان المتسائل عنه القرآن فقد اختلفوا فيه كثيراً وقيل : المتسائل عنه نبوة محمد صلى الله عليه وسلم .