تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{قَالُواْ بَلۡ وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا كَذَٰلِكَ يَفۡعَلُونَ} (74)

{ قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ } يعني : اعترفوا بأن{[21754]} أصنامهم لا تفعل شيئا من ذلك ، وإنما رأوا آباءهم كذلك يفعلون ، فهم على آثارهم يُهرعون .


[21754]:- في ف ، أ : "أن".

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{قَالُواْ بَلۡ وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا كَذَٰلِكَ يَفۡعَلُونَ} (74)

{ قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون } أضربوا عن أن يكون لهم سمع أو يتوقع منهم ضر أو نفع ، والتجأووا إلى التقليد .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قَالُواْ بَلۡ وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا كَذَٰلِكَ يَفۡعَلُونَ} (74)

وقولهم بل { وجدنا آباءنا كذلك يفعلون } ، أقبح وجوه التقليد لأنه على ضلالة وفي أمر بين خلافه وعظيم قدره .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{قَالُواْ بَلۡ وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا كَذَٰلِكَ يَفۡعَلُونَ} (74)

{ بل } في حكاية جواب القوم لإضراب الانتقال من مقام إثبات صفاتهم إلى مقام قاطع للمجادلة في نظرهم وهو أنهم ورثوا عبادة هذه الأصنام ، فلما طوَوا بساط المجادلة في صفات آلهتهم وانتقلوا إلى دليل التقليد تفادياً من كلفة النظر والاستدلال بالمصير إلى الاستدلال بالاقتداء بالسلف .

وقوله : { كذلك يفعلون } تشبيه فعل الآباء بفعلهم وهو نعت لمصدر محذوف ، والتقدير : يفعلون فعلاً كذلك الفعلِ . وقدم الجار والمجرور على { يفعلون } للاهتمام بمدلول اسم الإشارة .

واقتصرَ إبراهيم في هذا المقام ( الذي رجحنا أنه أول مقام قام فيه للدعوة ) على أنْ أظهر قلة اكتراثه بهذه الأصنام فقال : { فإنهم عدوٌّ لي } لأنه أيقن بأن سلامته بعد ذلك تدل على أن الأصنام لا تضرّ وإلاّ لضَرَّته لأنه عدُوّها .

وضمير { فإنهم } عائد إلى { ما كنتم تعبدون } . وقوله : { وآباءكم } عطف على اسم { كنتم } . والعدوّ : مشتق من العُدوان ، وهو الإضرار بالفعل أو القول . والعدوّ : المُبغض ، فعدوّ : فعول بمعنى فاعل يُلازم الإفراد والتذكير فلا تلحقه علامات التأنيث ( إلا نادراً كقول عمر لنساء من الأنصار : يا عدوات أنفسهن ) . قال في « الكشاف » : حملاً على المصدر الذي على وزن فَعول كالقبول والولوع .

والأصنام لا إدراك لها فلا توصف بالعداوة . ولذلك فقوله { فإنهم عدو لي } من قبيل التشبيه البليغ ، أي هم كالعدوّ لي في أني أُبغِضهم وأُضرهم . وهذا قريب من قوله تعالى : { إن الشيطان لكم عدوّ فاتخذوه عدواً } [ فاطر : 6 ] أي عاملوه معاملة العدوِّ عدوَّه . وبهذا الاعتبار جُمع بني قوله { لكم عدوّ } [ فاطر : 6 ] وقوله : { فاتخذوه عدوّاً } [ فاطر : 6 ] .

والتعبير عن الأصنام بضمير جمع العقلاء في قوله : { فإنهم } دون ( فإنَّها ) جرْي على غالب العبارات الجارية بينهم عن الأصنام لأنهم يعتقدونها مدركة .