جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ} (7)

وقوله : فَأمّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ يقول تعالى ذكره : فأما من أُعطي كتاب أعماله بيمينه ،

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ} (7)

هذا تفصيل الإِجمال الذي في قوله : { إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه } [ الانشقاق : 6 ] أي رجوع جميع الناس أولئك إلى الله ، فمن أوتي كتابه بيمينه فريق من الناس هم المؤمنون ومن أوتي كتابه وراء ظهره فريق آخر وهم المشركون كما دلّ عليه قوله : { إنه ظن أن لن يحور } ، وبين منتهاهما مراتب . وإنما جاءت هذه الآية على اعتبار تقسيم الناس يومئذ بين أتقياء ومشركين .

والكِتاب : صحيفة الأعمال ، وجعل إيتاؤه إياه بيمينه شعاراً للسعادة لِما هو متعارف من أن اليد اليمنى تتناول الأشياء الزكية وهذا في غريزة البشر نشأ عن كون الجانب الأيمن من الجسد أقدر وأبدر للفعل الذي يتعلق العزم بعمله فارتكز في النفوس أن البركة في الجانب الأيمن حتى سَموا البركة والسعادة يُمناً ، ووسموا ضدها بالشؤم فكانت بركة اليمين مما وضعه الله تعالى في أصل فطرة الإنسان ، وتقدم عند قوله تعالى : { قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين } في سورة [ الصافات : 28 ] ، وقوله : { وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين } [ الواقعة : 27 ] . وقوله : { وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال } في سورة [ الواقعة : 41 ] ، وقوله : { فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة } في سورة [ الواقعة : 8 ، 9 ] .

والباء في قوله : { بيمينه } للملابسة أو المصاحبة ، أو هي بمعنى ( في ) ، وهي متعلقة ب { أوتي } .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ} (7)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

فأما من أُعطي كتاب أعماله بيمينه...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

ثم قسم تعالى أحوال الخلق يوم القيامة فقال (فأما من أوتي كتابه بيمينه) يعني من أعطي كتابه الذي فيه ثبت أعماله من طاعة أو معصية بيده اليمنى...

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

وهو المؤمن المحسن...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{فأما من أوتي} بناه للمفعول إشارة إلى أن أمور الآخرة كلها قهر وفي غاية السهولة عليه سبحانه وتعالى، وفي هذه الدار للأمر وإن كان كذلك إلا أن الفرق في انكشاف ستر الأسباب هناك فلا دعوى لأحد {كتابه} أي صحيفة حسابه التي كتبتها الملائكة وهو لا يدري ولا يشعر {بيمينه} من أمامه وهو المؤمن المطيع...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

والذي يؤتى كتابه بيمينه هو المرضي السعيد، الذي آمن وأحسن، فرضي الله عنه وكتب له النجاة...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

هذا تفصيل الإِجمال الذي في قوله: {إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه} أي رجوع جميع الناس أولئك إلى الله، فمن أوتي كتابه بيمينه فريق من الناس هم المؤمنون ومن أوتي كتابه وراء ظهره فريق آخر وهم المشركون كما دلّ عليه قوله: {إنه ظن أن لن يحور}، وبين منتهاهما مراتب. وإنما جاءت هذه الآية على اعتبار تقسيم الناس يومئذ بين أتقياء ومشركين. والكِتاب: صحيفة الأعمال، وجعل إيتاؤه إياه بيمينه شعاراً للسعادة لِما هو متعارف من أن اليد اليمنى تتناول الأشياء الزكية وهذا في غريزة البشر نشأ عن كون الجانب الأيمن من الجسد أقدر وأبدر للفعل الذي يتعلق العزم بعمله فارتكز في النفوس أن البركة في الجانب الأيمن حتى سَموا البركة والسعادة يُمناً، ووسموا ضدها بالشؤم فكانت بركة اليمين مما وضعه الله تعالى في أصل فطرة الإنسان، وتقدم عند قوله تعالى: {قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} في سورة [الصافات: 28]، وقوله: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} [الواقعة: 27]. وقوله: {وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال} في سورة [الواقعة: 41]، وقوله: {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} في سورة [الواقعة: 8، 9]. والباء في قوله: {بيمينه} للملابسة أو المصاحبة، أو هي بمعنى (في)، وهي متعلقة ب {أوتي}...